هل تعلم

ماديرا”.. جزيرة “كريستيانو رونالدو” الساحرة قبالة سواحل الدار البيضاء بأرخص الأثمان

2023-08-09 / 18:26

هبة بريس ـ ياسين الضميري

هل سبق و سمعتم ب”جزيرة ماديرا”؟، غالبيتكم سيكون جوابه لا بدون شك عدا قلة قليلة من عشاق الساحرة المستديرة و بالضبط محبي النجم كريستيانو رونالدو لسبب بسيط هو أنها المنطقة التي شهدت ميلاد هذا الأسطورة الذي صنع مجد البرتغال كرويا.

على بعد أقل من 600 كيلومتر من سواحل الدار البيضاء توجد جزيرة ماديرا الساحرة بطبيعتها، الغنية بتنوع جغرافيتها، الحافلة بتاريخها، المبهرة بود ساكنتها، و الملهمة بهدوئها.

[https://ar]الوصول إلى ماديرا، لم يعد صعب المنال على المغاربة، حيث أن شركة Binter للطيران أطلقت خطا جويا مباشرا من مراكش نحو الجزيرة البرتغالية مرتين في الأسبوع بشكل دوري، خط مباشر مدته ساعة و نصف تقريبا تنقلكم من جو مراكش الحار و الجاف إلى أجواء ماديرا المتقلبة من دقيقة لأخرى.

سعر الرحلة المباشرة من مراكش إلى جزيرة ماديرا عبر شركة Binter Canarias يتغير حسب منطق العرض و الطلب، لكنه في غالب الأحيان يتراوح بين 60 و 300 يورو كأقصى حد، ذهاب و إياب، تتضمن عددا من الخدمات بما فيها الأكل و الأمتعة و التأمين على الحقائب و غيرهم من الخدمات.

مطار ماديرا المتواجد بمنطقة santa cruz غير بعيد عن عاصمة الجزيرة، هذا المطار يطلق عليه إسم “مطار كريستيانو رونالدو” تيمنا بهذا النجم الذي رأى النور في الجزيرة المطلة على سواحل الدار البيضاء.

[https://ar]من المطار للعاصمة funchal، رحلة في سيارة أجرة لا تستغرق سوى 10 دقائق حيث أن المسافة لا تتجاوز الاثني عشر كيلومتر تقريبا، و فونشال تعتبر مركز الجزيرة و قطبها السياحي و الاقتصادي الأبرز، و مكان تجمع أغلب المؤسسات الحيوية في ماديرا.

الطبيعة هنا ساحرة و لا تقاوم، و المناخ شبه استوائي، فلا هو بالحار و لا بالبارد، مناخ معتدل يجعل السائح مستمعتا على مدار ساعات اليوم بما فيها الليل بالأجواء الهادئة لجزيرة “الأحلام الخضراء”.

هنا في ماديرا، كل ما ستبحث عنه ستجده، مناظر طبيعية خلابة، جبال شامخة، شواطئ رملية سوداء و أخرى برمال اصطناعية تم جلبها من المغرب، حدائق متشابكة و متشعبة و غنية تجعل العين تتيه في عشق المكان، قرى ساحرة، محميات طبيعية، غابات خضراء، و شعب ودود مسالم محب للحياة و للأجانب.

[https://ar]أنشطة عديدة يمكن القيام بها هنا في ماديرا، فمثلا عشاق التسلق سيجدون ضالتهم في الجبال العديدة الشاهقة، عشاق الطبيعة سيهيمون حبا في غابات و شلالات و حقول ماديرا الخضراء، عشاق الاسترخاء و “البرونزاج” سيعشقون شواطئ الجزيرة برمالها الداكنة، أما عشاق المغامرات فلن يجدوا أفضل من تجربة Carreiros do monte لنزول منحدرات جبلية في العربات الخشبية.

[https://ar]كما أنه يمكنكم تجربة الصيد في مياه ماديرا، الغنية بالأسماك النادرة و الغطس و الغوص و التجذيف و “السورف”، كما أن عشاق الرياضة سيجدون ضالتهم في مرتفعات و منحدرات المنطقة لرفع لياقتهم البدنية و تحدي ذواتهم في مسارات مذهلة وسط غابات الكاليبتوس الكثيفة.

[https://ar]المطبخ الماديري، المختلف نسبيا عن نظيره في باقي البرتغال، يتميز بتنوع كبير، و يستحيل أن تجد طابقا بدون أسماك، المأكولات البحرية هنا مميزة و رخيصة السعر، و قد تجعلك تفكر في إطالة مدة المقام بالجزيرة للاستمتاع أكثر بأكل كل أنواع الأسماك و الأكلات.

هنا أيضا في ماديرا يمكن تجربة “التيلفريك” الذي يأخذك في جولة سمائية مبهرة، ترى عيونك من خلالها جمال الجزيرة من الأعلى، كما يمكن أيضا تجربة ركوب السيارات رباعية الدفع لصعود الغابات البرية عبر طرقات ترابية تزيد من شغف المغامرة.

[https://ar]أما عشاق السهر و الليالي الاحتفالية، فهناك العشرات من السهرات المنظمة هنا و الاحتفاليات و الكرنفالات و المهرجانات، ماديرا الهادئة نهارا، مليئة بالفرجة ليلا، كما أن هناك فضاءات للسهر و “كازينو” و عشرات المطاعم التي تقدم خدمة الترفيه و الموسيقى.

الفنادق في ماديرا أسعارها مقبولة بشكل كبير، ففي عز فصل الصيف مثلا يمكن أن تجد فندقا مصنفا في مكان سياحي وسط العاصمة فونشال، بسعر لا يتجاوز الأربعين يورو لليلة الواحدة، و السعر ينخفض بكثير في أماكن أخرى بالجزيرة.

شعب ماديرا يكن حبا و احتراما خاصا للمغاربة، القرب الجغرافي لهم من الدار البيضاء يعزز الروابط بينه و بين المملكة، هنا يتكلمون البرتغالية و الإسبانية و الإنجليزية و الفرنسية بطلاقة، شعب يتقن اللغات الأجنبية مما يسهل عملية التواصل و الاندماج معهم، خصوصا أن “الماديريين” معروفين بكونهم اجتماعيين و شعب ودود و لطيف و مبتسم دائما و لا يمل من تكرار عبارات من قبيل Olá و Bom dia و obrigado و غيرها من العبارات في وجه كل من يصادفونه في الطريق.

ماديرا أيضا وجهة مفضلة للأزواج الجدد، حيث يفضل عديد الشباب تمضية شهر العسل هنا في هاته الجزيرة، لمجموعة من الاعتبارات منها أنها جزيرة الأحلام على غرار جزر عدة في العالم كالمالديف و اليونان و التايلاند و هاواوي، غير أنها تظل الأرخص فيما بينهم و الأقرب جغرافيا لأوروبا و إفريقيا، خصوصا أنها لا تبعد عن الدار البيضاء سوى بساعة و نصف عبر الطائرة.



قد لا يكون الكثير من المغاربة يعرفون “ماديرا” و لا أين تقع، لكنها فعلا تستحق الزيارة، و زيارتها ستجعلنا ندرك أن هناك فعلا “جنة فوق الأرض”، هي فرصة للاستمتاع بالحياة بأرخص الأثمان، هيا بنا جميعا لنكتشف “ماديرا الساحرة” أو “ماديرو الدون CR7″…