مؤسس مدينة شفشاون
يسجل تاريخ المغرب أسماء شخصيات عظيمة ساهمت بحظ وافر في الدفاع عن الوطن والمواطنين، فقد حل مكان الشريف العلمي المولى سيدي ابن جمعة، خليفته وابن عمه الشريف مولاي على بن راشد الذي أجمعت الساكنة على مبايعته، كأمير للجهاد ضد البرتغاليين.
مولاي علي بن راشد هو الشريف العلمي مولاي على بن يوسف بن راشد بن سعيد بن عبد الوهاب بن علال بن مولاي عبد السلام بن مشيش، يلتقي نسبه مع نسب " سيدي ابن جمعة". ويعرف بمولاي علي بن راشد وهو اسم جده الذي أطلق فيما بعد على الأسرة، فأصبحت تعرف بالأسرة الراشدية، و منها سميت شفشاون بالمدينة الراشدية
ولد الشريف علي بن راشد بقرية "غاروزيم" القريبة من موضع مدينة شفشاون في حوالي سنة 844هـ/1440م، وقد توجه إلى الأندلس في حوالي سنة 864هـ/1460م، وأدى خدمات كبيرة لملك غرناطة في حروبه، وأصبح محارباً محنكاً، ثم عاد إلى بلاده وأقام بجبل شفشاون حيث كان يقيم ابن عمه " ابن جمعه " في حوالي سنة 869هـ/ 1465م. ولا شك في أن الخبرة التي اكتسبها مولاي علي بن راشد بالأندلس جعلت ابن عمه الشريف "ابن جمعة" يختاره خليفة له. وهكذا أصبح مولاي علي بن راشد زعيم المجاهدين في الشمال الغربي من المغرب.
و تجمع المصادر التاريخية على أن مولاي على بن راشد كان أميراً مستقلاً بشفشاون وناحيتها، وتذكره المصادر البرتغالية بأنه كان " سيد البلاد" و " سيد القوم".
كان أول عمل قام به الشريف مولاي على بن راشد الشروع في تنفيذ مشروع ابن عمه " ابن جمعة" المتمثل في تأسيس رباط الجهاد بشفشاون، غير أن مولاي علي بن راشد رأى أن المكان الذي اختاره ابن عمه لم يكن ملائما بسبب انحراف التربة، الأمر الذي جعله يختار المكان الذي توجد به المدينة اليوم على الصفة اليمنى من وادي الفوارات.
وكان علي بن راشد على علم بما كان في الأندلس، ومعرفة بأهمية نوعيات القلاع الحربية التي رسخت في ذهنه، لذلك رأى أن يكون البناء الأول لشفشاون على شكل قصبة تسع دار إمارته وسكنى لعائلته الكبيرة، كما اشتمل بناؤها على الأسوار والأبراج، ودور لسكن الحاشية والموظفين، بالإضافة إلى ثكنات للجيوش وإسطبلات للدواب والخيل، وجعل لها بابا جهة المسجد الأعظم وبابا جهة المخزن. وعلى هذا الأساس جاء بناء القصبة الذي شكل النواة الأولى لبناء مدينة شفشاون.