الجد مع حفيده الصغير
(قصة)
في أحد ولايات أمريكا رجل مسلم وقور.. مداوم على قراءة القرآن صباح مساء.. وكان حفيده يحبه ويقلده في كلّ شيء فكان يقرأ القرآن مثله
وذات يوم بينما الجد واقفًا بالقرب منه يضع الفحم في المدفأة بادره الصغير ببراءة قائلا: يا جدي أنا أقرأ القرآن ولكني عندما أغلقه أنسى ما تعلمته وحفظته فلا أستفيد شيئا.! فاعطاه الجد سلة الفحم بعد أن أفرغ ما فيها من فحم وطلب منه أن يملأها بالما...
ء من النهر المجاور للمنزل.. فذهب الصغير. وملأ السلة بالماء ولكنه لاحظ أن الماء يتسرب من ثقوب السلة فركض لكي يصل بالسله وهي تحتفظ ببعض الماء ولكن محاولته باءت بالفشل ووصل بالسلة لجده فارغة! فطلب منه الجد أن يعيد الكَرّه وأن يسرع حتى يمتلئ بالسلة مملوءة بالماء .. وفشل مرة أخرى!
فقال للجد لا أستطيع ذلك.. ولا فائدة من عملي وذهابي.
فابتسم الجد.. وقال له ساذهب معك وأتحقق بنفسي فذهب معه وقام الصغير بملىء السلة بالماء مرة ثالثه ولكن الماء سرعان ما تسلل بين ثقوب السلة فقال لجده ألم أقل لك ياجدي لا فائده من المحاولة
فتبسم الجد وقال أمتاكد أن لا فائدة؟
فنظر الصغير فى السلة فوجدها قد اصبحت نظيفة من آثار الفحم ولونها زاهي من نظافتها
فقال الجد: وهكذا القرآن كـل ما قرأته أصبحت نظيفًا من الداخل والخارج حتى ولو لم تحفظه ولكن يبقى أثره ونوره عليك.. انظر إلى السلة فهي لم تحتفظ بالماء ولكنّه نقاها من القذارة والدنس.. وهكذا القرآن إن داومت عليه حتى وإن لم تحفظه فإنه ينقّي نفسك من الدنس
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا
وذهاب همومنا وغمومنا
واجعله حجة لنا لا علينا،