الطيب العلج ... هرم المسرح المغربي
أحمد الطيب العلج فنان مغربي تعددت مواهبه بين تأليف وشعر وتمثيل وزجال ومسرحي، مهتم بالثقافة الشعبية وغناء طبقا للتربية الحليقية التي تلقاها في مسقط رأسه. ولد في 9 سبتمبر 1928 بمدينة فاس. و توفي بالرباط يوم 1 دجنبر 2012. اشتغل موظفا بوزارة الأنباء، كما عمل رئيسا لمصلحة الفنون الشعبية بمسرح محمد الخامس بالرباط. أحمد الطيب العلج'الذي لُقّب بـ'موليير المغرب' بفعل احتكاكه بأعماله وافتتانه بها.
شارك أحمد الطيب العلج سنة 1960 في تدريب بمسرح الأمم بباريس. انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1986. أحرز سنة 1973 على جائزة المغرب في الآداب كما نال وسام الاستحقاق الفكري السوري سنة 1975.
ألف واقتبس مجموعة من النصوص المسرحية. وله الأعمال المسرحية المنشورة التالية:
دعاء للقدس: مسرحية / مصطفى القباج وأحمد الطيب العلج, الرباط، 1980, 47 ص.
بناء الوطن: مسرحية, الرباط, مسرح محمد الخامس، 1988, 59ص.
السعد: مسرحية, الرباط, الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، 1986, 190ص.
جحا وشجرة التفاح: مسرحية، طنجة، منشورات شراع، سلسلة إبداع.
كان إنسانا عصاميا وله عطاء كبير ويحظى بتقدير ومحبة الجميع'. ويعتبر الراحل أحمد الطيب العلج أبرز وجوه المسرح المغربي حيث تقلد في حياته أوسمة وشهادات تقدير على إبداعه في مسيرة الحركة المسرحية وهو فنان عصامي تمكن بفضل مثابرته ومجهوده الشخصي من تسجيل اسمه في تاريخ المسرح المغربي والعالمي.
رجل بصيغة الجمع فهو الممثل البارع والشاعر الشعبي الذي لربما يملك القسط الأوفر في كل ما راكمته الأغنية المغربية من تألق.' وأنه 'المؤلف الدرامي الذي تشير كل القرائن المتوفرة الآن الى أنه من 'أغزر الكتاب الدراميين المغاربة إنتاجا سواء بالمسرح الحي أو الإذاعي وسواء تعلق الأمر بأعماله التي قدمت على خشبة المسرح أو تلك التي بقيت مخطوطا في أرشيفه الخاص الذي يحفظه بعناية فائقة'.
التجربة 'العلجية' خصوصية يقتسم بعض تفاصيلها مع فنانين آخرين مجايلين له و أخرى 'تشكل بحق ملامح خاصة له لدرجة ان المتعودين على مشاهدة أو قراءة نصوصه قد يتعرفون بسرعة على أسلوبه دونما عناء'. كما أكد أن النبش في حياة وشخصية العلج لا بد أن يمر بالحديث عن مصادر تكوين شخصيته الفنية 'من نجار وخضار لا يعرف الكتابة و القراءة إلى متعلم لا يفارقه القلم والكتاب'.
عاش العلج طفولة أغرم فيها بالحكي الشعبي وخصوصا تلك الحكايات التي كان يسمعها من بعض النسوة اللواتي كن يترددن على منزل العائلة و اللواتي 'لعبن دورا كبيرا في تشكيل وتطوير خياله الفتي خيال عمدته الحكايا والخرافات الشعبية وفنون القول و الدعابة و الالغاز و المأثورات الشعبية'.
كل ذلك شكل 'جزءا مهما من خصوصية كتاباته سواء على مستوى الحوار أو البنى الكوميدية لمسرحياته وأغلبها حكايات جحا الشخصية التي يعترف شخصيا بأنها لا تكاد تخلو من أية مسرحية من مسرحياته مجسدة في الغالب في الضعيف الذي ينقده ذكاؤه من المواقف المحرجة الذي يستطيع أن يقلب كل معادلات الصراع من وضع الضعف الى وضع القوة من وضع العبد الى وضع السيد من وضع المظلوم الى وضع الظالم'.
هذه العوالم استقاها أحمد الطيب العلج من جلسات الحكي التي كانت تقام بمنزل اهله. وفي هذا الصدد يقول: 'ثلاث نساء لعبن في حياتي دورا كبيرا: 'لالة عز الناس' شريفة ادريسية من مدينة زرهون 'لالة سعود الادريسية' و والدتي 'لالة زهور اللبارية'.
هؤلاء النسوة- يضيف مسعود نقلا عن العلج- ' علمتني كيف أروي ما أسمع بدقة متناهية وبحرص على أن أجمع كل عناصر القص التي كنت أسمع منهن ولكن والدتي كانت تمتاز بأنها لم تكن تحكي القصة مجردة بل كانت تقدم لي نموذجا للتمثيلية القصيرة المحبوكة و المطروزة... تعلمت منها فن الحوار وتعلمت منها ديباجة الكلام وكأنه شهد مقطر'.
توفي موليير المغرب في وقت متأخر من يوم السبت 01 دجنبر 2012 بالرباط، الفنان والزجال أحمد الطيب لعلج عن عمر يناهز84 سنة. وبرحيل الفنان والزجال أحمد الطيب لعلج. تفقد الساحة الفنية والأدبية أحد رموزها الكبار الذين برعوا في عدة مجالات من تأليف مسرحي وتمثيل وشعر وزجل.
__________________
The road never ends ... only our vision does