الأستاذ و العلامة المترجم .. ابن تاويت الطنجي
ابن تاويت الطنجي
محمد بن محمد بن تاويت الطنجي، أصله من تَوَيْتْشْ من قبيلة وَادرَاس التي تقع بين مدينة تطوان وطنجة، ولد المترجم سنة 1918 بوادراس، من أسرة عرفت بالصلاح والجهاد منذ أمد بعيد.
بدأ دراسته بحفظ كتاب الله والمتون العلمية، وتفقه على بعض مشايخ بلدته، وفي سنة 1931م رحل إلى فاس لتلقي العلم في جامع القرويين رفقة الفقيه العدل محمد الرهوني، وتتلمذ على الشيخ عباس المكناسي، والفقيه أقصبي، وعبد العزيز بن الخياط وغيرهم، وفي خزانة القرويين تبدأ قصته مع البحث والتنقيب، إذ وجد ضالته هناك حيث قام بالبحث والاطلاع ونسخ الكتب النادرة.
وبعد عودته من فاس، امتهن التدريس بالمدرسة الأهلية بتطوان سنة 1936، لكن طموحه قاده إلى القاهرة ليواصل بها تعليمه العالي بقسم التاريخ، وبعد تخرجه من الجامعة بدأ اهتمامه بالمؤرخ ابن خلدون ومقدمته، وانتدب لحضور مؤتمر المستشرقين في لندن سنة 1945م وهي نفس السنة التي انتقل فيها إلى تركيا للعمل كأستاذ جامعي بأنْقَرَة، وهناك أُتيح له الاطلاع على المخطوطات التي كان مهتما بها، خصوصا ما يتعلق بمقدمة ابن خلدون، وفي سنة 1963م عاد إلى المغرب ليعمل في حقل التحقيق بأحد أقسام وزارة الأوقاف بالرباط، ولكنه بعد مدة، فضل الرجوع إلى تركيا والعمل بجامعتها أستاذاً لعلوم الثقافة الإسلامية، قال عنه ابن عمه الدكتور محمد بن تاويت الطنجي: (...فهو رجل قد قدر الناس قدره، وأحبه علماء الأتراك واحترموه في وزاراتهم وجامعاتهم...).
حقق العلامة ابن تاويت الطنجي عددا من كتب التراث المهمة، نذكر منها: تحقيق كتاب التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقاً، وحقق كتاب شفاء السائل لتهذيب المسائل لابن خلدون أيضا، وحقق الجزء الأول من كتاب ترتيب المدارك للقاضي عياض، كما حقق كتاب جذوة المقتبس للحميدي ... وغيرها من التحقيقات المفيدة.
وقد حافظت الحكومة التركية على مكتبته واوراقه بعد وفاته .
توفي رحمه الله بتركيا غريبا عن بلده، بتاريخ رابع ذي الحجة عام 1394هـ الموافق 29 كانون الأول 1974م.