أخواني وأخواتي ..ننطلق الآن بجولتنا الخاصة بالرباط
وبعد ما وصلنا أيها العاشق لهده المدينة..
وطالما نحن في شارع محمد الخامس الشارع الجميل..
يجب علينا أن نستريح قليلا..ويأخذ كلا منا كاس عصير
ولا أحلى من عصيرات السعادة..
وطبعا الجوع أنهككم من المشي إذا لا بد أن أعزمكم..عشان لا تقولوا بخيل..
طالما الآن نحن في اكدال وفي شارع فرنسا تحديدا..
سندخل مطعم بنين المغربي...المجاور لبيتزاهوت..
مع أحلى الاكلات المغربية..في هذا المطعم الجميل..
من داخل المطعم..
مع أحلى حريرة..حياكم..
وألذ طاجين باللحم..
هدوء ونظافة وذوق..
وأحلى شاي بعد هذه الأكلة..
لا تخافون راح أنا أحاسب الفاتورة..المبلغ بسيط ولله الحمد
ههههههههه
وهات يامشي..مشي ...مشي..ورايح أهريكم مشي زي الياقوت هههههههه: (700):
حتى نرجع لمحل عصايرنا السابق..( السعادة )
واحلى سلطة فواكه...عشان نتمكن من الصعود
من مدينة الرباط، برضو مشيا على الأقدام، : (700):
إلى قصبة الوداية حديقة أندلسية تختزل تاريخ المغرب
إلى حي قصبة الوداية الأثري، حيث
هو صعود لملاقاة الروح، ومناجاة النفس، والابتعاد عن صخب المدينة.
وسنسلط الضوء عليها ونقوم بتعريف هذة المعلمة العظيمة...
فهذا المكان الأثري الضارب في عمق التاريخ،يعتبر من أجمل الأماكن الغارقة في السكينة والهدوء.
هنا، عند المصب، يلتقي الوادي والبحر: نهر أبي رقراق والمحيط الأطلسي،
حيث يتلاشى الموج الصغير في جوف الموج الكبير، بعد رحلة عبر الحقول والسهول.
ثمة زوارق صغيرة زرقاء، تبدو مرمية فوق صفحة الوادي، دون حراك كجثث بدون أرواح،
في ليلة ضاع فيها المجداف والملاح»،حسب التعبير الغنائي، بصوت كوكب الشرق، أم كلثوم في أغنية «هذه ليلتي».
كانت هذه القوارب الصغيرة في الماضي، أشهر وسيلة لتنقل السكان بين العدوتين: الرباط وسلا، أو للقيام بالنزهات والرحلات الربيعية والصيفية، على ضفاف الوادي، الذي طالما ترددت فوق أمواجه حكايات حب، وقصائد غزل، قبل أن يدور الزمن دورته، وتتوقف حركة إبحار القوارب في انتظار انتهاء أشغال تهيئة ضفة الوادي.
يتوصل أصحاب هذه القوارب حاليا، بتعويضات شهرية معينة، حسب مصدر مقرب من وكالة تهيئة أبي رقراق،لكن حنينهم إلى استئناف عملهم اليومي المعتاد،يظل مشتعلا في أعماقهم،مثل جذوة من الشوق لا تنطفئ أبدا.
تعتلي قصبة الوداية، بكل شموخ هضبة صخرية عالية، تتيح لزائرها أن يتمتع برؤية بانورامية شاملة، دون الحاجة إلى عدسة مقربة.
وقلعة الوداية لم تنبت فجأة، مثل البنايات الجديدة التي صارت كالفطر، كل يوم عمارة أو إقامة سكنية، تفتقر لأبسط مقومات الانتماء إلى الهندسة الإسلامية.
إن وراء الأوداية تاريخا عريقا، كقلعة عتيقة موغلة في الزمن السحيق، عاشت عدة مراحل وتحولات. لقد كانت حصنا حصينا أنشأه المرابطون، واهتم به الموحدون، وأضافوا إليه بعض المرافق، وكذلك فعل العلويون، هذا ما تستخلصه القراءات في الكتب والمرجعيات التاريخية باختصار شديد.
وما زالت فوهات المدافع المنصوبة فوق الأسوار، تحكي صفحات من تاريخ جهاد الأجداد، وخروجهم للمعارك.
وتكاد الأقواس والأبواب والممرات المزخرفة بالنقوش، تنطق بلسان فصيح لتروي للأجيال ما عاشته من ملاحم تاريخية.
والقلعة التي كانت بالأمس البعيد تضج برائحة البارود، غدت اليوم تجمعا سكنيا، ومزارا سياحيا، وموقعا أثريا، ضمن لائحة التراث الإنساني العالمي، الذي توصي به منظمة «اليونيسكو» خيرا.
ولقصبة الوداية طراز معماري أندلسي، يتجلى في الكثير من أبوابها وأركانها وحديقتها الظليلة الفيحاء، المزدانة بالزهور والورود والنافورات المتدفقة بالماء.
وهذا من تأثير تفاعلها مع الموريسكيين، الذين قدموا إليها من «الفردوس المفقود» بحضارتهم وفكرهم وفنهم وهندستهم، فاستقروا فيها، واندمجوا في مجتمعها، ومنحوها من لمساتهم، بكل سخاء، الشيء الكثير.
يمكن الدخول إلى الوداية من «الباب الكبير»، وهو بالفعل اسم على مسمى، ما أن يجتاز الزائر عتبته، حتى تنفتح أمامه عوالم غير مألوفة بالنسبة إليه.
الشرفات الصغيرة المشرعة للسماء تتدلى منها أغصان الأغراس والورود وعرائس الرياحين، والنباتات تتسلق الجدران، وتضفي عليها هالة من الخضرة. والبيوت واطئة يتكئ بعضها على بعض، مجسدة صور التعاضد والتعاطف الاجتماعي، في أجمل معانيه بين السكان،الذين يبدون حريصين جدا على نظافة البيئة.
لأزقة ضيقة ومتقاربة، ويسودها اللونان الأزرق والأبيض، مما يعطيها مسحة من الإحساس بالألفة وشغف الاشتياق.
السكينة تلف القصبة من كل جانب، بغلالتها الشفافة، فتضفي عليها أجواء لطيفة من الشاعرية، وتحميها من صخب العاصمة وهديرها اليومي.
هنا كل شيء ينساب برقة وهدوء مثل سمفونية موسيقية يعزفها بيتهوفن أو «باخ». لا معامل، لا ورشات، لا حافلات، ولا دخان، ولا عادم سيارات، ولا تسابق بين سيارات الاجرة.
قصبة الوداية معلمة معمارية لها قيمة حضارية وتاريخية وجمالية، وهي بموقعها وتكوينها الهندسي القديم تعطي الانطباع بأنها تأبى الانخراط في النسيج العمراني الحديث لمدينة الرباط، وكأنها امرأة متمردة معتزة بذاتها وكيانها، ترفض التبعية والانصياع لتقاليد العائلة، فبقيت في مأمن من الزحف الإسمنتي المسلح الذي يغزو العاصمة، محافظة على روحها، متمسكة بعذريتها.
لذلك يرتادها الرسامون والمصورون والموسيقيون والشعراء، ويتخذون منها مسكنا، ومهبطا لإلهامهم، وعنوانا لسكناهم.
ومن أشهر الأسماء التي ارتبطت بها، لفترة طويلة من حياتها الفنية: المحجوبي أحرضان، الزعيم السياسي، والفنان التشكيلي، والرسام محمد بناني، صاحب الأسلوب والبصمة المتميزة في مضمار التشكيل، والإخوة محمد وحسن ويونس وجليلة، أعضاء مجموعة «ميكري» الموسيقية التي أوجدت ثورة في الموسيقى المغربية في عقد السبعينات من القرن الماضي، والفنان الميلودي نويجا، الذي أنشأ فيها، مع زوجته الفنانة الفرنسية، دومينيك، قاعة للعرض التشكيلي، وخلدها بعدسته الذكية، في كتاب ملون ضخم، وفي صور وبطاقات بريدية يتهافت السياح على اقتنائها وإرسالها إلى بلدانهم، عربونا على افتتانهم بهذه القصبة، التي لا تكتمل الرحلة السياحية إلى الرباط إلا بزيارة معالمها.
.ولنا رجعة بحول الله
لنكمل جولتنا السياحية في هذه المدينة الفاتنة..
تحيـــاتي..