يسمونه "سيدنا رمضان" و"عواشر مبروكة" لاستقباله و"الحريرة" لضيوفه
خالد خليل- سبق: رمضان له شكل مختلف تماماً في أقصى غرب إفريقيا إنها المغرب أرض الرباط ويستقبل أهل المغرب الشهر الفضيل بلهفة واشتياق
ويعود بالعادات والتقاليد التي نشؤوا عليها وتوارثوها عن آبائهم وأجدادهم.
يسمونه أهل المغرب "بسيدنا رمضان" ويباركون ب " عواشر مبروكة ".. ويستقبل المغاربة شهر رمضان مهنئين بعضهم البعض ، فكل شيء مختلف ومميز ،
العبادات، التقاليد والوجبات.... وفي هذا الشهر الفضيل حيت المساجد مكتظة بالمصلين في كل الأوقات وخصوصاً عند صلاة التراويح. ومن العادات التي تدخل
في الجانب الروحاني خلال هذا الشهر الكريم خروج رائحة العود والند والبخور من جل المنازل حيث رائحة المسك والطيب في كل الأماكن.
كما أن المغاربة يقومون بالزيارات العائلية بحلول شهر رمضان إذ تبدأ الأسر في زيارة الأحباب والجيران وإحياء الرحم حيث يعتبر زيارة الرحم من أهم مظاهر الشهر الفضيل
ويبدأ التحضير لاستقبال هذا الشهر على بعد أسابيع، حيت تزدهر تجارة العطرية (التوابل) والفواكه الجافة والحلويات... إذ يعرف الإقبال على هذه المواد شكلاً منقطع النظير،
حيت تشتري النساء السمسم واللوز والجوز والكاوكاو (الفول السوداني)... ليحضرن ما يلزم لاستقبال هذا الشهر.
إنه شهر مختلف ورائع إذ كل شيء يستشعر خلاله الفرد بوجود رمضان فرائحة الحريرة (حساء مغربي أصيل) والمسمن والشهيوات تفوح من كل الأزقة.
وعند الإفطار تجتمع الأسرة كلها حول المائدة لتتلذذ وتتغدى على ما لذ وطاب من الوصفات المغربية الأصيلة ، الحريرة ،الشباكية ،البريوات والسفوف (يقال له أيضاً سلو أو التقاوت) والملاوي ،البطبوط، الرغايف، المخمار والبغرير(أنواع من الفطائر) والعصائر والشاي المغربي المنعنع والثمر والشريحة... (هذه الوجبات توجد في كل المنازل المغربية ثم يضاف أشياء أخرى على اعتبار مستوى ودخل الأفراد) وبعد الانتهاء ليلاً من الصلاة تعرف المدن المغربية حركة تضاهي حركة النهار في الأيام العادية إذ الخرجات العائلية والفسحات والتسوق وممارسة المشي... وتعرف المسارح ودور الشباب والمراكز الثقافية أمسيات دينية وفنية عديدة، حيث مسابقات تجويد القرآن والمديح وعروض الأزياء الخاصة بالملابس التقليدية كالقميص والجلابة... والمسرحيات الفكاهية.
وبالليل حيث السكون، يخترق سمعك صوت الطبل أو النفير الذي يذكر الناس باقتراب موعد السحور، وهو صوت الشخص الذي يقال له النفار.
أشهى المأكولات
أما عن المأكولات في رمضان فتعد الأسر المغربية أنواعاً من الأطباق مثل أطباق "سلو" و"الشباكية" و"البريوات" و"الفقاص" و"كعب غزال"، تحرص على أن يكون أول إفطار يجمعهم في "الدار الكبيرة"، حيث يتجمع أفراد العائلة الذين فضلوا الاستقلال بعد الزواج في منزل الأب أو الجد أو منزل أكبر أفراد العائلة كما يكون رمضان فرصة سانحة لإصلاح ذات بين المتخاصمين من أبناء العائلة الواحدة.
ومن ضمن المأكولات التي تقدم على موائد الإفطار بين العائلة طبق الكسكسي والذي يحضر كل يوم جمعة والذي يجهز بأكثر من طريقة ويقدم أيضاً اللحم بالمرق والصلصة بجانب التمر والحليب والبيض.
أما عن المشروب المفضل فهو الشاي بالنعناع والشاي الأخضر المضاف إليه القرنفل, بالإضافة إلى بعض المشروبات الباردة التي يدخل في إعدادها الأعشاب الطبيعية المفيدة للجهاز الهضمي أثناء النهار أي وقت الصيام.
ليلة القدر
ففي ليلة السابع والعشرين يقضي المغاربة أوقات طيبة باعتبارها ليلة القدر وهي متميزة عن أيام الشهر، حيث تمتد السهرات العائلية إلى آخر الليل وحتى مطلع الفجر.
كما يتميز هذا اليوم عند المغاربة حيث إنهم يحتفلون بصوم الأطفال في هذا اليوم لأنه يعد من العادات التقليدية المغربية التي تتجسد فيها معالم الحضارات السابق ذكرها، حيث تشكل محطة أساسية للأسر المغربية داخل شهر رمضان والتي تعمل من خلال هذا التقليد على تكريس الانتماء الديني للطفل المغربي المسلم الذي تشده مظاهر هذه التجربة فيخوض غمارها لأول مرة دون تراجع.
https://control.sabq.org/files/general/18387_45746.jpg
https://control.sabq.org/files/general/21387_66950.jpg
https://control.sabq.org/files/general/10826_20646.jpg