إنّ مدينة فاس أحد المدن المغربية الكبرى الزاخرة بالتراث والتاريخ النابض في أركانها وتلالها ووديانها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.9 مليون مواطن، أسسها إدريس الثاني وجعلها عاصمة الدولة الادريسية عام 182 هجري، تقع على الضفة اليمنى لنهر فاس، وينفجر من سهل سايس ينابيع كثيرة؛ مما جعلها مصدر مائي غني، وتقع في وادٍ خصيب تحيط بها التلال ويوجد حولها غابات بها أشجار من البلوط و الأرز، ويستخرج منها أخشاب عالية الجودة تصلح لجميع الاستخدامات، وحولها اراضي واسعة تصلح للزراعة، حيث تكثر بها الكروم، وأشجار الزيتون، والبرتقال، والرمان، وتنتشر في مراعيها الخراف والماعز والأبقار، ومدينة فاس مقسمة لثلاثة أقسام وهي: ثلاثة أقسام فاس البالي وفاس الجديد المدينة الجديدة، وهي المدينة الروحية لأهل المغرب العربي.
وتعتبر مدينة حضارية وتاريخية فبها جامع القرويين الذي أسسته فاطمة الفهري عام 245 هـ، وله جامعة علمية ملحقة به، تعتبر مركز ثقافي وعلمي، وهي ثاني أقدم جامعة في العالم، وتخرج منها بعض علماء الغرب، ودُرس بها الصفر العربي لأول مرة، وبنيت حوله مدارس في القرن الثاني الهجري، وإن مدرسة العطارين أصغر مدارسها وتمزيت ببنائها المعماري، ولجامع القرويين سبعة عشر بابًا، زخرف بزخرفة أندلسية رائعة، وله منبر مصنوع من الخشب المحفور والمطعم، وجامع الأندلسيين ذو النوافذ المزخرفة وسقف المصلى والفيسفيساء التي تملأه، والنجفة النحاسية المدلاة من السقف.
وتحتوي في أرجاءها احتفالات ومهرجانات والمؤتمرات الدولية في مجالات ثقافية وعلمية وفكرية ودينية، كما عقد بها المؤتمر الدولي لمدن التراث العالمي الثالث لعام 1993م، وصنفت كتراث إنساني عالمي عام 1981م.
وما ميّز المدينة عن غيرها من مدن المغرب وجود عشرة الآلاف بناية قديمة بها، حيث على تلالها قصور مبنية منذ القدم، وهناك بيوتًا قديمة بها أغنية ضيقة، ومزخرفة بالفسيفساء الجميل، وبها مياه متدفقة ونوافير وعيون تبلغ سبعين كيلو متر، وبها أربعة الآلاف نافورة، مما جعلها مصدر حيوي للمياه.
ويمتاز جوها بحرارته صيفًا وبرودته شتاءً، وباعتداله في الخريف والربيع، حيث يكثر عدد السياح الوافدين عليها في هذين الموسمين وغالبًا تكون الغاية من السياحة مشاهدة الآثار العريقة في مدينة فاس وقصورها وأبنيتها أو النزول للتظاهرات الدولية التي تعقد للنضال أو تناول قضية فكرية معينة.
ولفاس أسواق نابضة بالحركة، وأزقة ملتوية تأخذ العابرين لكنز حضاري مجهول، وبها سوق العطارين أحد أقدم أسواق المغرب والذي يحتوي على حوانيت للباعة العطارين تفوح منها رائحة الاعشاب والتوابل والنباتات الطبية، وحدائق الاندلس، والتجول في مدينة فاس يحتاج إلى مرشد سياحي؛ كي لا يضيع السائح بها.
ويتميز أهلها بالطيبة والكرم والوفاء والاحترام، والترحيب بالضيوف الوافدين عليها، وتنتشر بها عادات وتقاليد مغربية كالأعراس المتوارثة عبر الأجيال وطقوسها، ويشعر السائح كأنّه في منزله إذا خطى عتباتها، فيتشبث بها وبالبقاء فيها لفترة طويلة.
تعريف مدينة فاس
مدينة فاس هي احدى المدن المغربية المشهورة والمعروفة حيث أن مدينة فاس تعتبر ثاني أكبر المدن في المملكة المغربية من حيث عدد السكان حيث أن عدد سكانها يزيد عن ما يقارب المليونين نسمة مع الأخذ بالاعتبار حساب المناطق المجاورة لها والمحسوبة عليها وهذا العدد السكاني ل مدينة فاس حسب آخر الاحصائيات الرسمية والتي كانت في العام 2010 م وكانت هذه المدينة قد تأسست في تاريخ الرابع من شهر يناير من العام 808 م أي أن عمرها الآن يزيد عن 1206 سنوات تقريبا ، وقد كان تأسيس هذه المدينة على يد ادريس الثاني الذي كان قد جعلها في ذلك الوقت عاصمة للدولة الادريسية والتي كانت في المغرب ، وكات مدينة فاس قد احتفلت في العام 2008 م بعيد ميلادها الـ 1200 وقد اشتهرت هذه المدينة بانقسامها الى ثلاثة أقسام وهي المدينة القديمة وفاس الجديدة والتي كانت قد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي وأخيرا المدينة الجديدة والتي قام على بنائها الفرنسيون وقد كان ذلك ابان فترة استعمار المغرب من قبل الفرنسيين ،
تشتهر مدينة فاس المغربية بموقعها الاستراتيجي حيث أنه يعتبر ذات أهمية كبيرة في المغرب وذلك لأن المنطقة التي تقع فيها هاذه المدينة تعتبر ذات غزارة مائية كبيرة حيث أن الطبقات الكلسية في الأطلس المتوسط لتكون من خلال كل ذلك منطقة من المياه الجوفية التي تكون سبب في تفجر سهل يطلق عليه اسم سهل سايس والذي يتكون من عدة ينابيع تتجمع وتتحد لتقوم على تغذية نهر فاس أو على الأصح أنهار فاس الكثيرة حيث أن فاس تعرف بكثرة أنهارها ويضاف الى كل ذلك الينابيع التي تتفجر من العدوات الشديدة الانحدار والتي حفرت بفعل نهر فاس ، ويعرف عن مدينة فاس امتداد قنوات المياه فيها مثل الشراين لتصل هذه القنوات الى كل مكان في هذه المدينة بما فيها المساجد والمدارس والبيوت ونحو ذلك ويتفجر أيضا في مدينة فاس عيون نهر سبو وروافده الأمر الذي جعل هذه المدينة ذات موقع مهم جدا واستراتيجي واستطاعت هذه المدينة أن تصمد تحت الحضارات المتتالية التي تعاقبت عليها عبر التاريخ ،
وتقع أيضا مدينة فاس المغربية في وادي خصب والذي يجعلها كأنها واسطة العقد بين التلال المحيطة بها والتي تحيط بها من كل الجوانب والجهات ، وعرفت المدينة أيضا بقربها من الغابات والتي تحتوي بكثرة على شجر البلوط والأرز والتي يستخرج منها أيضا الأخشاب عالية الجودة وأيضا تتميز هذه المدينة باحاطتها بأراضي واسعة من كل جانب وتتميز هذه الأراضي بأنها تصلح لكافة أنواع الزراعة حيث تنموا فيها الحبوب والكروم والزيتون وأنواع كثيرة أخرى وعديدة من أشجار الفاكهة مثل شجر البرتقال وينبت فيها شجر التين وشجر الرمان وشجر الزيتون أيضا وتتمتع مدينة فاس المغربية بمساحاتها الخضراء الشاسعة والواسعة جدا .