بسم الله الرحمن الرحيـم
اعضاء هذا الصرح الشامخ ، مراقبينه ومديريه الكرام أسعد الله اوقاتكم وشملكم برحمته ورضوانه ..
أتمنى أن ينال هذا التقرير المتواضع على إعجابكم ورضاكم ، ولن أطيل في المقدمـة لـ أبتعد عن الروتين المعتاد
شكراً لـ قراءتكم مقدماً .
مُـدن كالنســــاء !
وأنا ديني دين اللـه ..
وأنا علي حجاب الله ..
كانت أول كلمات مغناة أستمع لها عندما بثتها أحدى الإذاعات المحليـة التي التقطت أشارتها راديو الفولكس واجن الغبـراء التي أمتطيها
متجها من مطار الدار البيضاء إلى عاصمـة ( الموحدين ) وعاصمة أمير المؤمنين الحالية ، التي حازت على ثاني أفضل المقاصد السياحية
لعــام 2013 م في قائمة CCN .
ولـ أن المدن تشبه النسـاء لكل واحدة منهن، كما يقال، عطرها وسحرها في الذاكرة ، قررت أن تكون الرباط محطتي الجديدة ، لـ أكتشفها
وأقترب منها أكثر وأكثر .. لـ أغازل أسوارها ، وأبوابهـا العتيقة عن قرب .
ذاهب على طريقها السيار بروح مفعمة بـ الارتياح شغوفة لـ تأمل أقدم العواصم العربية ، متشوقاً لـ أيامها ولياليها التي أجهل كيف تكون ؟!
116 كم كانت تفصلنـي عن الرباط ، كنت أسير في تمام الساعة 8.00 مساءاً ، بزخات مطر شبه خفيفة ، وسبحان الله لم أنزل إلى المغرب الحبيب
في جو صحو خلال زياراتي لها إلا مرة واحدة ، رغم اختلاف الأشهر ، فـ دائما يكون المطـر بشارتي الأولى التي منها أستبشر بقضاء إجازة ممتعـه
شد نظري في الطريق منـظر " البرق " عندما ينير السماء .. من أجمل المناظر التي رأيتها في حياتي منظراً لايمكن وصفه ،
كان عندما يضي في السماء .. يبان الشجر واضحاً شامخاً على جنبات الطريق وتبتسم المزارع وتخشع الأرض ومن عليها .
كانت درجة الحرارة الخارجية للجو قرابة 14 درجـة مئوية ، بما يعني أن موجة البرد ابتدأت مبكراً في الوطن الأجمل ، حيث كنا في الأول من نوفمبر 2015 م .
كانت نفسي ومعدتي تحدثني عن الجوع ، وأنا أحدثها أننا لن نأكل إلى في مكان يليق بـ جوع سبع ساعات جوية وسهر إظطراري جميل .
لذلك تصبرت حتى وصلت إلى وجهتي .. واستعنت بـ أحدى البرامج الالكترونية التي تخبرك عن اقرب المطاعم وأجملها حسب تقييم الزبائن
وكان لدي خياران: اخترت أحداهما لـ قربه أولا مني ، ولـ أسمه ولـ نوعية أكله .
كان مطعم " زيان " الكائن في زاوية شارع النخيل هو محطتي الأولى كان المطعم بطراز اثاثة المغربي الأصيل
ونوافذه الخشبية الواسعة وروحه الـشرقية وإضاءته المريحة تجعلك تشعر وكأنك في عمق المغرب العربي ..
وصدقني ياعزيزي انك ستكون مستعداً أن تكون كلمات قصيدتك الأولى فيه بلا شك .
يصدر صوت عميق وشجي من سماعاته المخفية والموزعة بشكل جيد على كامل المطعم كان صوتاً يغني لـ للجميع بلا استثناء
يغني للحياة ، للناس ، للمارة ، للناودل ، ولـ خصلات شعر الجميلة التي كانت تجلس بالطاولة المجاورة .
عندما هممت بالخروج بعد حمد الله وثناءه على نعمه ، ساءلت النادل ، عن من هذا الذي جعلني أترنم معه طوال جلوسي في المطعم ؟
قال بتعجب " بلخيااط ياصاحبي بلخياط " ..
وكأنه يريد أن يقول لي كيف لك أن لاتعرف مثل هذا ؟!
خرجت إلى حيث ستكون إقامتي .. في أحدى زنقـــات اكدال العظيمة ، وأثناء سيري كان مايلي :
سكون فضيع ، شوارع بـ إضاءة خافتـة ، فيلات يحيطها الدرك الملكي ، نخيل خاضعة للريح ، سكك قطار على وشك أن تنطفي
أكياس سوداء في أيدي المارة ، رذاذ ماطر ، جو بارداً جداً ، سيجارة مالبورو ، ورعشــة غربة ..
كل هذا في الحادية عشر والنصـف بتوقيـت الرباط .
للحديث بقية يارفاق .