تحذير من النصابين في مطاعم السمك قرب ميناء الصيد بأغادير
امس وأثناء خروجنا انا وأحد الزملاء من المارينا بسيارتنا استوقفنا بعد الباب شاب يرتدي نظارة سوداء ملتحي لحيته خفيفة ودعانا لتناول السمك في مطعمهم وهو احد المطاعم الشعبية التي يتم شوي السمك فيها الكائنة يسار المارينا ويفصل بين المارينا والسوق شارع فقط واعطانا بسينس كارت والح علينا ولكن اعتذرنا وذلك لإنشغالنا في ذلك الوقت.
واليوم الظهر وبعد عودتنا من وادي الجنة ومنطقة اورير القريبتان من اغادير قلت لزميلي اش رايك نروح مطاعم شوي السمك الملاصقة لميناء الصيد فقال تمام وبعد وقوفنا في المواقف القريبة من منطقة مطاعم شوي السمك شاهدنا ذلك الشاب صاحب النظارة وفور وقوفنا جاء مهرولا الينا وطلب منا ان نذهب للاكل في المطعم الذي يعمل فيه وعند وصولنا إلى المطعم اتضح انه مطعم شعبي جدا وتافه وهو عبارة عن محلين متلاصقين صغيرين يحمل الأول رقم ١٢ والثاني رقم ١٣ واسم المحل (الفاميلة) ولديه صفين من الطاولات الصغيرة المتلاصقة و الكراسي ايظا متلاصقة بشكل طولي ولا يوجد بها مساند للظهر والمكان يعج بالبائعين الذي يدعونك للأكل معهم ومكان غسل الأيادي منفصل عن المطاعم وغسيل الأيادي بمقابل وبداية لم نرغب في الاكل في ذلك المطعم التعبان وتلك المنطقة المليئة بالشحاتين الذين لم يكفوا عن مضايقتنا ولو اعطيت احدهم شيئ فإنهم يقوموا بإخبار البقية ويكرروا مطالبتك بالمزيد ولكن استحينا من الشاب وقلنا بنأكل من عندهم والسمك هنا اكيد رخيص وقال شنو بغيتوا قلنا له جيب صحن واحد مشكل لشخصين مع الماء والسلطة والخبز ولم نسال عن القيمة لأننا اعتقدنا انه رخيص جدا لاننا اكلنا هذه الوجبة في العديد من المطاعم في شتى أنحاء المغرب في طنجة واصيلة والعرائش و تطوان ومراكش وفاس والرباط وكان ارخص واحد بقيمة ١٠٠ درهم واغلى واحد بقيمة ٢٠٠ درهم وقلنا السعر لن يزيد عن ذلك وما في داعي نسأل عن السعر وبعد الاكل سالنا الشاب الذي أحضرنا إلى المطعم عن قيمة الوجبة فقال ١٧٦٠ درهم فاعتقدنا انه حصل خطأ وان الصفر كتب بالخطأ فقال لا السعر هو ١٧٦٠ فقلنا له انت اكيد غلطان لان الاكل اللي جبته لنا لا يزيد على كيلو واحد ولو قلنا جزافا انه ٢ كيلوا فإنه مستحيل يكون بهذا السعر فقال ادفعوا المبلغ اللي عليكم فقلت له لن ندفع هذا المبلغ احنا اكلنا هذه الوجبة في عدة مطاعم واغلى وجبة كانت ب ٢٠٠ درهم فقال هذا سعرنا قلنا له مستحيل ندفع لك هذا المبلغ واللي تريد تسويه سويه قال لازم تدفعوا قلنا له ما بندفع وتصادف وجود احد المغاربة رجل متدين في نهاية الثلاثينات وسمع ارتفاع أصواتنا وقال شنو المشكلة فاخبرناه فقال هاذولا ناس ما يخافوا الله نفس الشئ عملوا لي وحسبوا علي مبالغ لعدد ٧ اشخاص مع ان عائلتي اقل من ذلك عندها هاجمه الشاب النصاب وكلمه بلهجة مغربية حادة لم نفهمها فحواها انت ما لك خص خلك بعيد ولا تتدخل فقال المتدين للشاب النصاب وبصوت عالي اتقوا الله وحاول النصاب مضايقته فقال له سير بحالك خويا عندها فهمنا ان الشاب نصاب وقلنا له ما بندفع ولا درهم و بنتصل بالشرطة وهي تحل الموضوع وتفصل ما بينا فقلت لزميلي روح اتصل بالشرطة وأثناء اتصاله قاله واحد من المغاربة الموجودين هناك في شرطي موجود عند الرمبوان وكلمه وهو بيتصرف فانطلق زميلي لابلاغ الشرطي وانا انتظرت مع النصاب .
وهو شاب هزيل البنية لم يتجرأ إطلاقا ان يتشاجر معي لأنه استشعر خطورة هذه المحاولة لأنه من وجهة نظري كان يكفيه كف واحد مني وبيغمى عليه على طول .
وبعد دقيقتين رجع زميلي ومعه رجل ملتحي على ما يبدوا انه كان يسمع ويرى ما يدور من حوار فيما بيننا وتبع زميلي وأخبره أنه صاحب المطعم وانه سيحل المشكلة وما في داعي لابلاغ الشرطة وجاء صاحب المطعم وهو رجل فيه لحية كثة بيضاء عمره حسب تقديري في أواخر الخمسينات وقال شنو المشكلة فاخبرناه باللي حاصل فقال وين الفاتورة و هي عبارة عن ورقة عادية وعنما رآها قال لا يا سيدي هذا المبلغ غير صحيح وأنا ساعطيكم القيمة الحقيقية عندها توارى النصاب عن الأنظار قلنا له الحمد لله انك جيت.
قلنا له اذن كم القيمة وجلس يحسب فقال ٨٨٠ درهم وقلنا له شو تقول يا حاج احنا اكلنا في مطاعم افضل من مطعمك التعبان هذا والقيمة حتى ما وصلت ربع هاذي القيمة قال هذا الشيئ اللي كاين فقلت له يا حاج انت كيف حسبت القيمة فقال الصول الحبة ب ٣٠٠ درهم و....والسلطة الوحدة ب١٥ وقرعة الماء الصغيرة ب ٧ ونص قلت له بذمتك معقولة سمكة صغيرة قيمتها ٣٠٠ درهم قلت له في مطاعم الفنادق الكبيرة والمطاعم الكبيرة مستحيل توصل لهذه القيمة قال هاذي اسعارنا .
فتشاورنا انا وزميلي فقال الظاهر ان هذا الشايب والنصاب اللي قبله الظاهر انهم متفاهمين وهذا كله تمثيلية نصب واحتيال وما فينا نخرب رحلتنا عشان هذا الموضوع ونروح نبلغ عليهم ونتأخر مع الشرطة حسبي الله عليهم والله يأخذ لنا حقنا منهم
واعطينا النصاب الشايب ٨٠٠ درهم بعد ما تكرم بتخفيض مبلغ ٨٠ درهم .
الدروس المستفادة من هذه القصة .
١. لا يغرك الكلام المعسول من شخص غريب فأغلبه كذب.
٢. لا تدخل مطعم وتأكل اي شئ الا بعد أن تتأكد من الأسعار وخاصة في الاماكن الشعبية.
٣.تجنب الاكل أو الدخول إلى الاماكن الشعبية في المغرب ففيها ناس متعودين على ما لا تتخيل من تصرفات وسلوكيات وخليك في السيف مود .
وعذرا على الاطالة ولكن سردت هذه القصة لتنبيه الاخوة الاعضاء ولكي تنبهوا أصدقائكم ومن يعز عليهم ولكي لا تقعوا في مثل هذا الفخ.
مع التحية