ماذا يريد الشعب المغربي و لماذا ؟
(نتف رقم 2)
المستشارون و المفكرون الذين تعبوا لإنشاء الدستور الجديد لم يستشيروا الشعب في ماذا يريد. فنحن نعي جيدا أن الدستور سواء تغير أو بقي كما كان عليه فهو لن يفيد و لا يغير الأوضاع السيئة التي يعيش فيها شعبنا المجيد.
فمستشارينا و مفكرينا فكروا لأنفسهم فقط بل لم يفكروا جيدا حتى في كيفية نهاية احتضار مشوارهم و كيف سينتهي.
فلو استشاروننا في هذا الأمر لأخبرناهم و أرشدناهم حول بعض ما نريد.
فصل 1 : المستشفيات
ـ هل المشرفين و المسؤولين يعرفون ما يجري داخل المستشفيات ؟
و عن تصرفات الأطباء ؟
إن ظاهرة جد خطيرة أصبح يمارسها أغلب أطباء المغرب ألا و هي
العمليات القيصرية للنساء الحوامل: فكلما تقدمت امراة حامل للولادة
فهي حتما تولد عن طريق العملية الجراحية و بكل بساطة الربح السريع و سؤال آخر أيضا بكل بساطة هل من مراقب؟
من المسؤول عن هذه التصرفات الفضيعة ؟
و إلى متى نبقى صامتين عن هذه الجرائم التي تمارس بدون رقيب ؟
أين وزارة الصحة من هذه الأحداث التي لا تنسى و سيأتي يوما لا ريب فيه لمحاكمة كل من تورط و من لا يزال يتورط و يستغفل أبناء شعبنا مهما مر من الزمان على أفعاله الدنيئة.
و لكي يتأكد الجميع من هذا الخبر انظروا إلى قريباتكم التي وضعن أخيرا و خاصة في المنطقة الشرقية من البلاد. وجدة هذه المدينة التي كثرت فيها المصحات الخاصة و التي يعمل بها نفس الأطباء الذين تجدهم في المستشفى العمومي الفرابي هذا الأخير الذي يعاني بالمعاملة القاسية و الوحشية من طرف الأطباء لأبناء شعبنا الضعفاء. ممارستهم الجد سيئة من تخاذل، إهمال تام، سرقة الدواء و الأدوات، سب المرضى، أوساخ، طبيب سكران أثناء العمل،رفض تقديم العلاج، غياب، انتظار بدون نهاية، عتاد غير صالح ووو ... و الرشوة التي هي مفتاح كل من يرغب في العلاج بل أصبح الطبيب يتفاوض مع أهل المريض قبل بدئ العمل و هذا شيء عادي في مؤسسة الفرابي. كما أنهم يستدرجون زبنائهم منه نحو عياداتهم الشيء الذي يجعلهم يقصرون في عملهم الرئيسي و يضايقون على المرضى و ذويهم لكي يجبروهم و يعرضوا عليهم مصحاتهم.
لقد صادفت أحد الأقرباء أمام مستوصف بوسيف بوجدة و بعد السلام و الاطمئنان عليه اكتشفت أنه مريض من كثرة الذهاب و الإياب أكثر من مرضه و دام هذا الانتظار ثلاثة أسابيع إلى ذلك اليوم و هذا كله فقط من أجل قراءة بعض التحاليل فغاضني أمره و صاحبته لمعرفة السبب دخلت على مدير هذا المستوصف و بعد السلام رد علي بكلام جاف و عبوس من تكون أنت و من الطبيب الذي تسأل عنه فجاوبته أنا مواطن عادي مغربي أسأل عن الطبيب فلان و بدأت أشرح له عن كبر و عجز المريض وتجرجره منذ 3 أسابيع بدون جدوى
فأوقفني بصوت مرعب لما لم يعجبه مما شرحته حينئذ غضبت بشدة أكثر منه
و افتهمت بسرعة أنه غبي و من من يقول فيهم المثل المغربي (يخاف ما يحشم) فأصبح صوتي أعلى من صوته و بكل اختصار أصبح هو يطالبني كي أخفض صوتي فاستطردته قائلا اسمح لي فأنا عندي تكوين عسكري متعود على الكلام بشدة مع تلاميذي و جابوبني أتضن نفسك تتكلم مع العساكر أصحاب الدرجات السفلى فقاطعته تلاميذي كلهم من الضباط وقال آه أنت ضابط كبير؟ ضابط سامي
قلت نعم ضابط سامي
و حينها تغير كلامه بسرعة و تقدم لي بالأعتذار المبالغ فيه بينما في نفس الوقت
كانا موظفان معه تسللا و لا اعرف كيف أحضرا الطبيب الذي أخذ المريض بكل عناية فائقة وأدخله قبل كل المرضى و هذا كله حصل أثناء محاورتي مع المدير
الذي أصبح يعرض علي المشروبات و الاعتذار المكرر و يقول الآن يا سيدي
بما أنك تنتمي لجهاز الدولة سأسر لك ما يجري عندنا خاصة حول هذا الطبيب
الذي يشتغل في مستوصفهم في المستشفى العام في منزله و عند أكثر من مصحة خاصة، فلهذا السبب يا سيدي ليس لديه الوقت للمجيء عندنا إلا نادرا.
و بعد انتهائه من افراغ كل أسراهم الدنيئة التي يعاملون بها أبناء الشعب البسطاء
استوقفته قائلا و أين مسؤوليتك من هذه الأحداث؟ و لماذا لا تبلغ عن هذه التجاوزات فتغير لون وجهه و ارتبك كأنه في جلسة محاسبة ولأقول له أخيرا
ابتداء من الآن قم بعملك كما ينبغي و ارسل تقريرا كاملا عن كل ما اعترفت به
و سأتحرك أنا بدوري كي أعاقب كل فاسد في مؤسستكم هذه و تركته في انتظار
و ترقب منذ ذلك الوقت ما سيلحقهم من عقاب.
فللأسف الشديد أنني لست إلا مواطنا عاديا لست بعسكري و ليس لدي أي نفوذ
لكي أحقق ما كنت و لازلت أتمنى رأيته مؤسسات بموظفين في أعلى مستوى من الخدمة و النزاهة. لست عسكريا استغفر الله على كذبتي التي كنت مضطرا لخلقها
أمام أمثال هذا الشخص الذين (يخافوا ما يحشموا) فتأملوا كيف يحترم الإنسان في المغرب.
أقول لهؤلاء الأطباء أين هو الضمير المهني؟
أهكذا يتحول الحكيم من سخر لهذه المهنة العظيمة الإنسانية إلى وحش جزار نأتمنه على حياتنا ؟
أما الأطباء عندنا في المغرب أصبحت أشك كثيرا في شهاداتهم و كفاءاتهم
نرجو أن يعيد النظر في تكوينهم و كيف حصلوا على تخرج من هذا النوع و من أين؟
أما أنا أفضل أن أموت في بيتي بدل الذهاب إليهم.
أتعلمون أنه في فرنسا يوم 6/09/2011 تعرض طبيب لعقوبة 3 سنوات سجنا مع غرامة مالية ب 45000 أورو السبب هو رفضه لعلاج مريض بالأيدز.
فالكلام و الأدلة كثيرة و لا يسعنا المجال لذكرها فمن أراد التحقيق من كل ما قلناه فليذهب على غفلة لقسم المستعجلات مثلا و يلاحظ بنفسه مناظر أكثر بشاعة مما ذكرناه.
أين هم رجال الإستخبارات و الاستعلامات من هذه المعلومات؟ نعم بدل أن يهتموا بهذه الأمور التي ينبغي أن تكون مراقبة و نظيفة بدون أخطاء لما تتطلبه من مكانة مهمة على صحة شعبنا فهم منشغلين و بكل قوة بمراقبة الأفراد و هذا أيضا خطأ كبير فلو استعملت متابعاتهم في أشياء مهمة كمثل هذه لكان أفضل و لما و صلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم لكنه مع الأسف لم يبقى مجال لإعطاء فرص أخرى. و الدرس لأجيال المستقبل. ولنعلم الجميع أن ما ذكرته هو أقل القليل من الذي سننشره و نطلع شعبنا عن الفساد في المملكة لاحقا ضمن جداول و ملاحق موثقة من الهيئات التشريعية و التنفيذية و المقربة جدا من جلالة الملك.
الكاتب شهيد لحسن امباركي