تأفّفـاات من الأعمــااق \ فطيمة المراكشية
بقلمي
تأففـاات من الأعمـااق
أتكلم على لسان كل من ضاق صدره
ينتابني خوف من أعماق خوفي , أخاف مما لا أعرفه ولا أحدده , أخاف النتائج الغير مأكدة
لا أستطيع تحديد الإحساس سوى أنه تأفف من الماضي وتكرار للحاضر ووَجَلٌ من المستقبل ..
أخاف أن تأسرني نفسي داخل سجن كياني , كقاطع سبيل ضل الطريق , فانعدمت من حوله الإتجاهات , واختفت من ذاكرته بوصلة الزمن , فوقع في أسر اللاشيء ليضعه في حلقة مفرغة يدور بداخلها ويدور .. لا أعرف التخلص من هذا الإحساس , فقد بدأ عقلي يتحجّر , وأوحى لي أن مشاعري في تبلّد أكيد , حتما سأصبح يوما شبه إنسان يحتويه الجمود , ويرى العالم وقد اصبح قطعة ثلج لا فائدة منها فالموسم شتاء , وسوف تذوب مع بزوغ أول أشعة الشمس المتمردة , في فصل انعدم فيه الدفء المناخي حتى تسرب إلى العواطف أيضا , وكأنها عدوى لم يُكتَشَفْ لها ترياق ..
هل يا ترى سأعود لسابق العهد كإنسان يحيى كما يحيى الإنسان ؟
هل يا ترى أستمر في التمسّك بغيمة الأمل والتي لا أعرف هل ستمطر ماءأً أم حجارة ؟
السنين تتسرّب كحبّات الرمل لتحسب الدقائق والثواني بحرية ودقة متناهية ..
عقود ثلاثة سوف تنتهي وسيلحقها العقد الرابع ... كم سأعيش يا ترى ؟
هل سأبقى لثلاث عقود أخرى ؟ وهل أضمن أن أعيش ساعة واحدة بعد كتابة هذا النص ؟
ما هذا التشبث الفضيع بالحياة ؟ ما هذه الأماني التي لا تنتهي إلا مع آخر رمق ؟
عندما تقول : أووف مللت الإنتظار على قارعة الأمنياات ..
------------ : ضجرت من الأمل البعيد دون أن يتحقق ..
ينصحونك : الأمل في الله لا ينقطع لا تيأس لا تبتئس .. لا تقنط من رحمة الله ..
سوف يكون ردي حتما :
ونعما بالله ... لا حول ولا قوة إلا بالله .. استغفر الله , ربي لا تؤاخذني ..
وأزيد فأقول :
إلهي وخالقي .. أنا بشر ولي حدود التحمّل .. ربي لم أعد احتمل ..
وحق ألوهيتك الحقة , ورحمتك الواسعة وحقّ الحق الذي أنزلته على الحق >>
لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل ..
فما أنت فاعل بي سبحانك ؟!!
فطيمة المراكشية
المملكة المغربية