عروض وحجز الفلل و الشقق

السيارات شركات تأجير السيارات

تقارير سياحية

الاستفسارات سؤال و جواب


العيطة .. دراسة معمقة ..

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
 الصورة الرمزية مزعوطة مراكشية
مزعوطة مراكشية
مزعوط نشيط
المشاركات: 121
تاريخ التسجيل: Feb 2017
مزعوطة مراكشية غير متواجد حالياً  
قديم 2017-04-01, 03:35 PM
  المشاركه #11
العيطة وما ادراك ما العيطة خهه
رد مع اقتباس
 الصورة الرمزية nooraah
nooraah
مزعوط خبير
المشاركات: 2,884
تاريخ التسجيل: Sep 2016
nooraah غير متواجد حالياً  
قديم 2017-04-01, 03:37 PM
  المشاركه #12
الغااادي العلوة تعالى نوصيك بعدا
ايلا وصلتي سلم العلوة لاتكلم ههههههههههه


اغنية من فن العيطة
رد مع اقتباس
الخالدي1
مزعوط جديد
المشاركات: 16
تاريخ التسجيل: Feb 2018
الخالدي1 غير متواجد حالياً  
قديم 2018-02-05, 08:43 PM
  المشاركه #13
جهد تشكر عليه اتمنى لك التوفيق
رد مع اقتباس
Deyeva
مزعوط جديد
المشاركات: 1
تاريخ التسجيل: Jan 2018
Deyeva غير متواجد حالياً  
قديم 2018-03-01, 10:02 PM
  المشاركه #14
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بزناس مشاهدة المشاركة
لدينا دراسات وبحوث معمقة حول نشأة هذا الجانب الهام من ذاكرة الشعب المغربي الثقافية، وتاريخ مساره الطويل الموغل في التاريخ ، وسنكتفي للضرورة في هدا البحث بسرد المختصر منه ...

حسب الدراسات والبحوث المتوفرة لدينا حاليا أن فن العيطة بالمغرب يحتوي على خمسة أقسام رئيسية هي كالتالي : الجبلي – المرساوي- الحصباوي – الحوزي – الروايس. كما أن لهذه الأقسام روافد أو مناطق تلاحق تولدت عنها عدة فروع مثل : الزعري – الورديغي – الغرباوي ... إلخ. ثم قاسم مشترك بين كل هذه الأنماط ، سواء الرئيسية منها أو الفرعية وهو الساكن أو السواكن. المعروف بطابعه الصوفي – الغيبي- الديني. يشمل اهل الزهد والتقشف في حياة وادارة الظهر عن مباهجها . تولدت عنه عدة طرق وطوائف شملت جوانب مهمة من الفكر والعقائد لعدة فئات من الشعب المغربي ، ساهمت في خلق أحداث وتطورات تاريخية هامة، وتحولات جذرية لحياة الشعب والجماهير الواسعة عبر أزمنة صنعت التاريخ .

اننا نتعامل مع تراث شعبي شفاهي حافظت الذاكرة الشعبية على قسط منه، بينما ضاعت الأقساط الأخرى وسط مستنقع الاهمال والنسيان وغياب التوثيق من جهة، واختفاء الرواد – المعلمين بانتهاء أجالهم المحترم ، كما يقول المثل : يمش المعلم ويد معه.

اذا عدنا للحديث عن الجبلي، أي وسائل التعبير عند سكان منطقة الشمال الغربي من المغرب ، المعروف بفن الطقطوقة الجبلية المتميز ، وما تشمله من عيوط وانماط تعبيرية مثل جهجوكة – البارود.

ان اشكالية النشأة تضعنا أمام حاجز منيع حجب معرفة ميلاد وتطور هذا الفن الشعبي على حقيقته ، ورمى بنا بين متاهات الإفتراض والتقديرات التي قد تصيب في جزء منها، وتخطئ في أجزاء أخرى ، لكن هذا التخوف لا يجب أن يظل جدارا سميكا وحاجزا قويا في وجه البحوث والدراسات ، وعازلا أمام كل الاجتهادات والاستنتاجات التي تنير الطريق للوصول الى اقرب الافتراضات والتصورات الشمولية لهذا الفضاء الشاسع الإطراف الموغل في التاريخ والحقب.




تعود جذور هذا التراث الى ما قبل دخول الاسلام الى المغرب ، حيث كان غناء جماعيا مبني على ما يسمى بالحوار الشعري المرتجل – على حد تعبير المرحوم بوحميد – والذي كان يقوم به شخص واحد من المجموعة التي كانت تضم فريقا من الرجال في فترات معينة ومناسبات محددة كالحفلات العادية مثل : حفلات النصر – الزواج – العقيقة، وأن هذا النوع من الغناء كان يستعمل أدوات جسمانية أكثر من غيرها ، وهي التصفيق باليد والتوقيع بالقدم، عكس الأنواع التعبيرية في شمال المغرب – جبالة – حيث يستعمل الغناء والتطريب لتقريب المتلقي إلى فهم الموضوع الذي تحمله الأغنية.

عرف المغرب مرحلة انتقالية غابت خلالها مظاهر الغناء والاحتفال بالطرقة التي كانت من قبل ، من رقص واشراك المرأة في المجموعات والفرق ، خاصة العهد الموحدي المتزامن طبعا مع الدخول الهلالي إلى المغرب ، وقد أثر هذا تأثير كبيرا في ضيق نطاق الموسيقى لهذا العهد الذي نشأت عليه دوله الموحدين ، من التدين والتقشف ومقاومة المناكر ، بما فيها من ألات اللهو التي كان المهدي بن تومرت يأمر أصحابه بتكسيرها ، مثل ما فعل في فاس ، ومن أبرز الشواهد على هذا أن الجيش الموحدي نفسه لم تكن به الموسيقى تذكر.



وحسب العديد من المصادر فقد كان لابد من مرور ردح من الزمن ليبدأ الغناء الفردي في المغرب بالظهور مصاحبا بألات موسيقية غالبا ما كانت في أول الأمر نوعا من الليرة بحيث ثبت عند صاحب المراكشي في مؤلفه المعجب أن الهلاليين لما جاءوا إلى المغرب أدخلوا معهم هذه الألات التي كانوا يؤدون بها مجموعة من الملاحم الشعرية الفصيحة، حيث كان الطرب الشعبي يعتمد على أغاني مغربية ينشدها بعض المغنيين في المحافل والأسواق، بعد هذه الفترة سيبدأ الغناء في الظهور بشكل أكبر وأوسع حيث سيشيع ويرتقي إلى استماع الأمراء، إضافة إلى دخول الطرب المعروف إذاك ب : السماع ، والذي استقدمه الأندلسيون معهم ، وقد ولع الخلفاء به ، وفي إطار حصر الحديث عن الموسيقى العربية بالمغرب من بين ثلاثة أنماط وهي : الموسيقى العربية – الأندلسية – البربرية . والموسيقى العربية التي يحدد اطارها الجغرافي في مجال تقطنه القبائل المستهلكة لهذه الأغنية ، والذي يتميز بالشساعة في اطاره العرقي والسوسيو اقتصادي ، إذ منذ القرن الثاني عشر الميلادي شهدت السهول الأطلسية المغربية استقرارا للقبائل العربية التي امر بنقلها من مواطنها الأصلية ، السلطان يعقوب المنصور الموحدي ، وعلى اثر هذا الاستقرار حصل تعايش بين نمطين من الحياة – الترحال ونمط الاستقرار – الذي يعتمد الفلاحة وتربية الماشية ، وحصيلة هذا التساكن هو نشأة جديدة وملائمة لخلق وتطور هذا النوع من الغناء ، وقد عللت حركات احتفاظ الغناء الأندلسي على مقوماته وشذوذه عن قاعدة التأثر بالواقع والمؤثرات المحلية، إلى أن المغرب احتفظ بالأصول العريقة لهذه الموسيقى بشكل أقوى ، نظرا لأن اللغة البربرية وعوائد البربر كانت بطبيعة الحال أكثر رسوخا وانتشارا ، مما أدى ودعا المجتمعات الأندلسية المهاجرة هنا إلى منعزل أمدا طويلا بعوائدها وتقاليدها حتى أن ما حدث بصفة عامة هو أنها استقطبت من عناصر البربر المنصهرين بها أكثر مما تأثرت المجتمعات الأندلسية لهذه العناصر .

وبالنسبة إلى الأدوات المصاحبة لهذا الغناء والتي نجدلها ذكرا مقسما إلى نوعين : ماله علاقة بالطرب المغربي المحلي قبل النزوح الأندلسي – وماله علاقة بالطرب والغناء الأندلسي.




إن الألات المستعملة في الغناء الأندلسي قد ذكر كل من : الكريج – العود – الروطة – الخيال – الرباب – القانون- المونس – الكثيرة – الفنار- الزلامى – الشغرة – البوق – النورة وفيها مزمران ، واحد غليظ الصوت وأخر رقيقه.

كما تسجل دراسة مدخل إلة تاريخ وفنون المغرب ، بأن دخول الهلاليين إلى المغرب رافقه ظهور ألات جديدة من حيث وصفت مسيرتهم نحو المغرب نحو سنة 1170 م أنهم : كانوا يسيرون على إيقاع الطبول ونغمات الغيطات .

ومن ثم ذلك السياق الوصفي يدل على أن هذه الألات كانت مما يستعملونه في حروبهم وغزواتهم ، وهي ذاتها اتخذها الموحدون من شارات ملكهم إلى جانب الألوية والأيات القرءانية ، وقد سجل ابن خلدون في ذلك :

أن العرب كانوا منذ أن انتقلت خلافتهم ملكا يتخذون قرع الطبول والنفخ في الغيطات في مواطن حروبهم ومظاهر أبهتهم . أما الألات المستعملة في الغناء المغربي كانت محصورة في : الدف – أفوال – الليرة – أبوقرون.


الطقطوقة الجـــبـــــلـــيــــة


سميت بالطقطوقة الجبلية تمييزا لها عن باقي الأجناس الأخرى من الفنون الغنائية بالمغرب ، وقد اختلف الباحثون والمعلمين في أصل التسمية ، منهم من يرجح ذلك إلى الإيقاع الذي تتميز به الأغنية الجبلية : طق طق . ومنهم من يربط هذه التسمية بطلقات البنادق أثناء الحروب والحفلات التي تقام خلال المهرجانات الشعبية والمناسبات.









تتألف الأغنية الجبلية من قسمين أو ثلاثة .

الريلة : موضوع الأغنية الذي يجب أن يصل إلى المتلقي حاملا عدة معاني ورموز الحالات النفسية والروحية ، مثل الفرح و الحزن ، السعادة والألم وغيرها، كما أنها تحمل أخبار المعارك والحروب ، الانتصارات والهزائم ، وتحمل كذلك تحمل بين طياتها مواضيع التغني بجبال الطبيعة والغزل ، وهي المحاور الثلاثة التي تشتغل عليها الطقطوقة الجبلية كصنف من أصناف العيطة ، وأي النداء إلى الاستماع والانخراط في أطوار ومراحل الأغنية ، غناء وعزفا ورقصا.

التعريضة : اندماج كلي بين كل العناصر المكونة لهذا الحدث الفني ، أي دخول المتلقي كليا ضمن المرحلة الأخيرة للأغنية ، ختامها يكون عادة تعبيرا بالرقص الفردي أو الجماعي .

أما بعض الدراسات وبعض المعلمين يتفقون على أن للأغنية الجبلية ثلاثة محاور وهي :

الفراش : وهي الطقطوقة الموسيقية التي تسبق الأغنية، وهي نداء إلى المتلقي للدخول في إطار الأغنية ، وإثارة الانتباه ، ومن خلال هذه المقطوعة يمكن معرفة الأغنية التي ستغنى لاحقا.

الغطاء : قلب الأغنية التي تحمل بين طياتها خبرا مبطنا لحدث اجتماعي أو ثقافي أو فني ذو دلالات عاطفية – طبيعية – تاريخية .

الحساب : المرحلة الأخيرة من أطوار الأغنية، حيث تكون قد استوفت شروط التبليغ والاخبار، ثم انخرطت فرديا أو جماعيا في لحظة اندماج كلي للتطيب والانتعاش الشعوري الذي يعبر عن الفرح والسعادة .

ولهذه الأقسام مسببات ودوافع قامت عليها الأغنية ، فقد نلاحظ عند نمط الكباحي وهو نمط يحمل بين طياته أخبار المآسي والأحزان لا يمكن للأغنية أن تشمل مرحلة الحساب – التعريضة لما هذه الأخيرة من جو التطريب والتنغيم.






كما حددت دراسات أخرى عن الألات التي أدخلها الهلاليون معهم هي : الشبابة وهي قصبة للنفخ أكبر من الناي.

الرباب العربي وهو ذو وترين إثنين في مقابل الرباب السوسي ذي الوتر الواحد والدف ولعله المربع قديما ، وقد أفضى تسرب هذه الألات والمعطيات إلى نشوء ظاهرة الجوق الشعبي المستعرب في مناطق السهول. وهو جوق تميزه خاصيتان أولهما إدخال ألات تختلف في طبيعة تركيبها وطريقة استخدامها عن الألات المستعملة في الأغاني الأمازيغية ، والثانية اعتماد أسلوب في الغناء يقوم على ألحان خاضعة لأوزان شعورية زجلية مستحدثة، وفي كتاب افريقيا لمارمول كاريخال ذكر أن : أعراب منطقة نوميديا يتغنون بقصائدهم المقفاة الموزونة على أنغام الدف والعود والكمان. أما الفيول هي عبارة عن إحدى صور الرباب العربي في مرحلة من مراحل تطوره نحو الكمان.

وفيما يخص المنطقة الشمالية من المغرب، ونعني بها منطقة الريف الموزعة على كتلتين بشريتين على حد تعبير الأستاذ التوفالي – كتلة شمالية غربية تتكلم اللهجة الدارجة المغربية – وكتلة شمالية شرقية تتحدث بالأمازيغية الريفية ، حيث يعتبر أن الألات الموسيقية المتوفرة بالريف بكثرة هي ألات الطرق مثل : أجون أو الدف ثم الخذنة أو الغيطة ثم ثامنجا أو الناي ، وغالبا ما يكون الشبابة ، كما أنه من الملاحظ أن أهل الريف لا يستعملون الألات الوترية إلا قليل ، حيث اخذوا ألات النغم والطرق.

إن الأغنية الشعبية في بلادنا لا تستقر على نمط أو صنف أو لون، هي مع المجالي أعداد كثيرة، ومع التنوع الجغرافي والطبيعي أنواعا متنوعة ، للجبل أنماطه وألوانه ، وللسهول محتوياته الغنائية ، وللسفوح والهضاب كذلك ، وللسواحل كما للصحاري صنوفها ، لكل من شرق البلاد وغربها ، شمالها وجنوبها غناء متنوع ومتعدد بشكل يجعل أحيانا لكل منطقة غناؤها الخاص بها ايقاعا وانشادا وكلاما وعزفا وتوقيعا ، مع التنوع اللغوي طبعا بين لهجات دراجة محلية وأمازيغية : تامازيغت ... تاشلحيت ... تاريفت . ويتضمن كل لغوي صنوفا وأنماطا غنائية متعددة.

تتركب الطقطوقة الجبلية من ثلاثة أنماط غنائية أساسية وهي : نقل الخبر – انتقاد الوضع، هذا النمطان يعتبران من صنف العيطة أي اشتقاقها من لفظة عيط، بينما النمط الثالث وهو التغني بجمال الطبيعة والغزل المقتبس من الأنماط الأندلسية المعروفة والمشهورة بهذا المجال الرائع، لا يعتبر من صنف العيطة بقدر ما هو صنف رومانسي حالم لا يخرج عن مجاله أيام السلم.

أما العيطة هي ذلك الغناء الذي يبتدئ بنداء ، وفي اللوازم تتخلله نداءات إلى جانب كونه غناء مركبا لا يحتمل الجزء الواحد ، وأقصد به هنا ميلوديا واحدة وايقاعا متشابها وبحرا من البحور اذ انه غالبا ما تتغير الميلوديا في الجزء الثاني، وكذا الايقاع والبحر الذي يطول او يقصر ، قد يكون فيصبح بسيطا او متوسطا.

ان العيطة اشبه ما تكون بالقصة المفتوحة والتي يظل موضوعها بكيفية مستمرة عرضة للتحوير والزيادات. ويهيمن فيه الارتجال الحر للناظمين . يزيدونه ثراء ونماء، ويفرغون فيه ما تعترض حياتهم من مأسي وأفراح. وما يجيش في نفوسهم من أماني وأمال ، حتى بات من العسير الوقوف على المؤلفين الحقيقيين للعيطات المتداولة، والعيطة وفقا لذلك لا تخرج عن الصفة العامة للغناء الشعبي.

يمكن القول ان التأليف بدأ فرديا على يد فرد، واستمر ايضا يقوم به أفراد ، ولكنه انتهى إلى أن أصبح جماعيا ، فقد اختفى الفرد وتسلل المجتمع تسللا غير محسوس إلى الدائرة ، ليفرض وجوه عن طريق الافراد ذاتهم ، وقلما نتعرف في الفنون العيطة على اسم المؤلف كما هو معمول به في طرب الملحون او طرب الالة مثلا...

هنا لا بد من ادخال الطقطوقة الجبلية ضمن مجال العيطة سواء من حيث التعريف الذي يعتمد النداء كمرجع في التسمية والذي نجده في العيوط بمختلف انماطها وانواعها وامكنتها ، او من حيث الغناء المركب والميلوديا والألات الوترية والايقاعية والتعريضات.

اما انماط العيوط الموجودة بالمغرب فهي تنقسم الى قسمين اثنين :

عيوط رئيسية وهي : الجبلي – الحصباوي – المرساوي- الحوزي- الدوايس.

وعيوط فرعية مثل : الزعري – الخريبكي – الشياظي – الغرباوي – الساكن . الذي يعتبر قاسما مشتركا بين كل الانماط السالفة الذكر ، سواء منها الرئيسية او الفرعية.

كما من المعتاد ان ينتقل الاشياخ والشيخات افرادا او جماعات بين المدن والقرى المجاورة او المتباعدة طلبا للعمل او للاسترواح او غشيان مواسم الاولياء، حيث كان يتم خلال هذه الانتقالات كثير او قليل من الاخذ والعطاء والتبادل بين الرباعيات المختلفة ، وقد نتج عن ذلك تلاقح في العيطة الشعبية موضوعا ، كمظهر من مظاهر الوضع الذي عرفت به نفسها، والمتمثل في نبذ الثبات والاستقرار المميت لكل فن ، والنشدان الدائم لتجديد شكلها ومضمونها.

ان من مميزات العيطة الجبلية انها سهلة الاداء والعزف الى درجة تجعل جميع الشيوخ يغنون الجبلي، فهي لا تتوفر على فصول كثيرة ، كما تتميز بليونتها ورقتها الى درجة ان المستمع للطقطوقة الجبلية يطرب وينجذب بخلاف العيوط الاخرى الخشنة مثل جهجوكة.

ان الطقطوقة الجبلية تقدم صورة رقيقة عن الزراعية والرعوية التي احتضنتها ، ولا تذهب بعيدا في التوضيح ، انما تقتصر على الاشارة العابرة لبعض المكونات البيئية ، كتمجيدها واطرائها على صفات الشجاعة والاقدام التي تكون مطلوبة في رجال القبائل وسادتها خلال الحقب المتقلبة من تاريخ المغرب، والطابع التعبيري عن هذه الحقب.

ان العزف في الطقطوقة الجبلية اذا كان الكنبري فيتم بثلاثة اوتار متكاملة واذا كان على الكمان يتم كذلك بثلاثة اوتار متكاملة وبالسلم الموسيقي الخامس المتكامل ، وتقع المساوية في لوتار او في الكمنجة المساوية العصرية المعروفة في الوقت الحاضر ، اما في العود فيستحسن ان يساوي الوتر الثاني في صول والتدرج معه الى الوتر الخامس على اساس ان الجبلي خلافا للغناء العصري يبدأ من أخشن الأصوات وينتهي الى أدقها.




الطقطوقة والسياحة :

لقد عرفت مؤخرا جميع القطاعات السياحية رواجا وازدهارا كبيرين بعد ما انتبهت هذه الأخير إلى ضرورة حضور الطقطوقة ضمن برامجها لما تتميز به من جاذبية واهتمام كبيرين لدى السياح ...

البــــــــــــــــــــــ ـاروووووود


قد لا يغيب عنا دور فرق البارود أي البواردية مع طقوس احتفالاتهم وثقافتهم وادوات التعبير عندهم التي يعبرون بها عن مشاعرهم وامالهم وتطلعاتهم ، والرموز التي يشيرون بها في اغانيهم ومواويلهم وصيحاتهم التي تمجد البندقية والبارود ، وترسم المواقف البطولية التي وقفها الابطال والشجعان منهم .




ان البواردية لا يستطيعون العمل دون الطقطوقة الجبلية وجهجوكة ، انه الثلاثي الملازم في كل الحفلات العمومية والمواسيم والمهرجانات الشعبية، كانت في هذه اللقطات الشعبية الواسعة والتي تقام في اوقات معينة من السنة عند الاضرحة، بمثابة التباري بين الافراد والجماعات لإبراز المواهب والطاقات القتالية العالية التي يتحلى بها الشجعان ايام الحرب، والتعبير عن فانتاسيا القنص والصيد ايام السلم، وقد اصبحت هذه الطقوس في طي النسيان امام التغيرات التي يعرفها العالم ، وقد تخلت عدة قبائل عن هذا الجنس التعبيري الهام، بينما حافظت على بعضها الاخرى على هذا الارث الحضاري رغم الصعوبات والعراقيل ورغم التيارات الجارفة والاغراءات المادية، ومن بين هذه القبائل المحافظة قبيلة الأخماس التي مازالت لها تقاليد زيادة الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش وسط جو خاشع تحيط به هالة طلبة حفظ القرآن والفقهاء، وامداح السماع والاذكار وطلقات البنادق المعبرة عن القوة ومواصلة الحفاظ على حدود القبيلة من كل مغتصب دخيل ، انها رموز القوة والشجاعة والاقدام .




في 15 شعبان من كل سنة تنطلق القبيلة وهي زمرة من الرجال تمثل رجال الدين والشرفاء والزوار الى جانب كوكبة من حملة البنادق تحرسهم ليل نهار. تطوف بمجموعة من المداشر التي تمر منها في طريقها الى ضريح الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش قطب جبالة، يمثل هذا الموكب الرمز الذي حافظ على عادات وتقاليد ضاربة في جذور التاريخ ، اصبح جزء من حياة اهل المناطق الشمالية الغربية للمغرب ضل صامدا الى اليوم .




فــــــــــــن الحـــضرة

يعتبر فن الحضرة من الفنون العريقة بمدينة شفشاون، المدينة التي إستقطبت عدة أجناس من فنون التعبير الشعبي ذو الأصول الأندلسية عبر حقب التأسيس، كالمديح والسماع وطرب الألة والطقطوقة الجبلية.

إن ما يميز فن الحضرة على الفنون الأخرى كونها فنا يقتصر على النساء فقط، لها طقوسها وشيوخها وامكاناتها ومناسباتها الدينية والإحتفالية والإجتماعية .

الحضرة وسيلة إلتقاء نساء المدينة في مثل هذه المناسبات داخل البيوت والزوايا قصد صلة الرحم وإقامة طقوس الأذكار والمديح والتقرب من الله والرسول الأعظم بابتهالات ودعوات يغلب عليها طابع الصوفي – الغيبي العقائدي.

من بين أهم محطات الاحتفال بهذه الطريقة عند نساء شفشاون، نجد مناسبة عيد المولد النبوي الشريف، إذ تجتمع النساء الحضارات والمعجبات والمحبات لهذا الفن، في دار مولاي علي بريسون ابتداء من صلاة العصر إلى طلوع فجر اليوم التالي، تتخلل هذه المدة الزمنية أمداح النبي محمد عليه السلام وطقوس الجذبة – التخشعة التي تغيب فيها النساء المتخشعات عن وعيهن بالزمن والمكان لحظة الصياح والإستنجاد بمكارم الرسول والأولياء وذكر مكرماتهم في محاولة التقرب إليهم، وسط الإيقاعات الرتيبة المنبعثة من آلات البندير والتعريجة والطارة في تناسق وانسياب سلس تتخللها زغاريد وتماهي الجسد بالروح، والغيبي بالعقائدي، وتكون نهاية الحفل الديني بالدعاء الصالح للخلف، والطواف حول مكرمات وفضائل السلف، والتقرب من الله والنبي والأولياء، كما يعاد هذا الحفل يوم سابع المولد النبوي الشريف بنفس الطقوس والهالات التي تعطي النساء الحضارات مسحة من القدسية والإحترام بين الناس .

ومن بين المتون المعروفة في الحضرة القافية التي :


اللوبـــانــة لوبــــانــة
اللي ما صلى على النبي ما يجلس معانا
تعتبر الحاجة عائشة أبراق رائدة لفن الحضرة القليلات الأكثر حفاظا ووفاء لها ، والأكثر نساء المدينة إيمانا بعراقة هذا التراث ذو الطابع الصوفي والدلالات الموحية إلى عوالم الغيب والترفع عن ماهيات الأحياء والسمو بالروح إلى مقامات النقاء والصفاء رغم افتقادها للكثير من مميزاتها.

تعتبر الحاجة أن فن الحضرة أخذ في الانقراض تحت عدة عوامل ومؤثرات موضوعية وذاتها، مما يهدد فن الحضرة بالانقراض، لذا وجب على المهتمين والغيورين على التراث الشعبي والثقافات النسائية خاصة إلى توجيه اهتماماتهما إلى نفخ روح الإستمرارية في جسم الحضرة حتى لاتنقرض..

جهجوكـــة

عرف المغرب احداثا وتطورات هامة عبر التاريخ تمثلت في محاولات تحرير شواطئه من الاحتلال البرتغالي ، وقد لعب الزعماء الدينيون دورا هاما في تأطير وتحميس سكان جبالة للقيام بهذه المهمة الى جانب الحكم المركزي – المخزن- اثناء هذه الحقب الملتهبة والتحولات الهامة امتزج فيها الجانب الثقافي الفني بالديني العقائدي تولدت الغيرة على المكتسبات والتوابث للمجتمع المغربي ، كما عرف المغرب موجة من القادمين من بلاد الاندلس اثناء سقوط غرناطة ، حملوا معهم ثقافاتهم وفنونهم وانماط حياة تعودوا عليها في الضفة الشمالية لعدة قرون ، اذ كانت لهم حضارة متميزة ورائدة، كانت تشكل اللبنة الاولى للحضارة العربية المعاصرة.

في مستهل القرن الخامس عشر الميلادي 1471 تاسست مدينة شفشاون لسبب وحيد هو القيام بواجب الجهاد في سبيل الله، حاربت لطرد المحتل الغاصب من مدينة سبتة ومليلية وطنجة والشواطئ الشمالية الغربية- ساهمت في الدفاع عن اخر مملكة اسلامية في غرناطة بالاندلس – استقبلت مجموعة هامة من المهاجرين الاندلسيين قبل وبعد سقوط غرناطة – شاركت في حملات حصار سبتة – حضرت بقوة في معركة الملوك الثلاثة بوادي المخازن في 4 غشت 1578.


قد لا نتطرق الى هذا الجانب من الناحية التاريخية لأن الكلام سيطول ، بل سنذكر على الجانب الثقافي – الفني له ، حتى لا نضطر الى الخروج عن القاعدة ، فكما اشرت سابقا ان الزعماء الدينيون استطاعوا تجنيد قبائل الشمال الغربي من المغرب والدفع بها الى هذه المعركة المصيرية ضد المحتل البرتغالي الذي استعد هو نفسه للمواجهة، كان اللقاء صباح هذا اليوم من شهر غشت الحار، جيوش البرتغال على شكل مربع ومقاتلي المغرب على شكل هلال طوق المربع البرتغالي من اليمين واليسار، كانت تتقدمهم جيوش شراكة المتكونة من مقاتلي ومتطوعي قبائل شمال المغرب ، تليهم جيوش الاندلسيين الذين دفعتهم نار الانتقام من اسبانيا التي طردتهم من ديارهم ثم تليهم الجيوش النظامية وفي المؤخرة مقاتلون يحملون ادواتهم القتالية والأت و الطبول والغيطات وكأنهم في نزهة ، بل من أجل تحميس الجنود والمقاتلين المغاربة وتشجيعهم على مواجهة عدو غاصب محتل ، تمت خلال المواجهة الدامية القضاء على الجيوش البرتغالية قضاء تاما، حيث قتل دون سيباستيان ملك البرتغال ومحمد المسلوخ أخ السلطان عبد المالك مروان الذي وجد في نهر ميتا ، كما ان السلطان عبد الواحد بن مروان مات متاثرا بمرضه اثناء المعركة ، وفي مساء اليوم نفسه ، وفي غمرة الفرحة الكبرى بالانتصار بويع السلطان السعدي احمد المنصور ، وقد لعب الزعماء الدينيون لسكان جبالة دورا هاما في هذه المبايعة مقابل اعتراف السلطان الجديد احمد المنصور بهم كشرفاء ادارسة، ثم منحهم حكما ذاتيا على المناطق جبالة مع كمية كبيرة من غنائم المعركة بعدها انطلقت احتفالات النصر في المغرب عامة، وعند سكان المناطق الشمالية الغربية خاصة، وهنا برز اسم جهجوكة على الساحة الفنية الثقافية.




اللي بغا يتعلم العيطة يمش لجهجوكة :

تقع قرية جهجوكة بضواحي القصر الكبير عند اهل سريف ، ويرجع ولع جهجوكة بالعزف والغناء على طرقتهم الى عهد الولي الصالح سيدي احمد الشيخ الذي استقر بالمنطقة في القرن الثامن الميلادي اثناء دخول بنى هىل الى المغرب وانتشارهم في السهول الغربية، وقد حملوا معهم فنونهم وثقافاتهم ومعتقداتهم.



ذكر عن هذا الولي الصالح انه اول من ادخل الاسلام الى المنطقة وعلم الناس مبادئه، ودرس القرآن الكريم، نتلمذ على يده وتخرج علماء اجلاء منهم الولي الصالح مولاي عبد السلام بن مشيش الذي اصبح فيما بعد القطب الاوحد لسكان جبالة خاصة والمغرب عامة، نسجت حول سيدي احمد الشيخ عدة خرافات منها تطويعه لأسد قصد حرث الارض بدل البهائل والثيران ، كما تضاربت الشائعات حول شفاء المرضى والمسكونين بالجن والامراض العقلية بواسطة الموسيقى التي كان لها في بادئ الامر طابع صوفي – ديني ( الحضرة – الجذبة – التخشيعة ) . وقد اصبحت جهجوكة مركزا لتعلم فنون الموسيقى ، ومحجا لطلب الشفع والزرق والتقرب من الله والاولياء والتبرك بهم، وهنا اشتهرت فنون الساكن او السواكن الذي اشتق اسمه من كل جسد تسكنه قوة غيبية وارواح غريبة تظهر جليا في الاقوال والتصرفات للجسد المسكون، دواؤه انغام الغيطة والطبل وايقاع الشبابة والبندير كمعتقد ساد تلك الحقبة من الزمن.

ان التمييز بين الطقطوقة الجبلية وجهجوكة صعبا للغاية ، لا يستطيع القيام بها الا المعلمين والشيوخ الذين لهم دراية وإلمام بفنون الغناء الجبلي ، لكون التباين بينهما في الأصل والتمازج بينهم ثانية في نقط الالتقاء ، الاولى استمدت قوتها من الفنون الاندلسية وثقافاتهم بينما الثانية كانت من اصل بني هلال الذين لهم طابعهم المميز، الطقطوقة الجبلية تشتغل على ادوات وترية ايقاعية مثل الكمبري العود الكامنجة البندير الدف وجهجوكة تشتغل على الات الطبول والغيطات والشبابة والتعارج والبندير ، موسيقاها صاخبة خشنة تشبه الى حد كبير موسيقى الروك البوب في ايامنا هذه، بينما الطقطوقة لها موسيقى هادئة حالمة رومانسية الهدف منها تبليغ الرسالة الى المتلقي عبر التطريب والتنغيم، من المعلوم ان كل القبائل اصبح لها فيما مضى مدارس موسيقية عرفت باسماء اصحابها مثلا كربوبة في بني زروال بهالة في غمارة زواقة في احواز تطوان.


الحاج محمد العروسي - مرجعية العيطة الجبلية

يعتبر الفنان محمد العروسي سيد الأغنية الشعبية، والمتربع على عرش الطقطوقة الجبلية بدون منازع، وقطب من أقطاب الثقافة الشعبية بشمال المغرب.

ولد محمد العروسي سنة 1934 من أسرة فلاحية محافظة بدوار دركول بتافرانت دائرة غفساي إقليم تاونات، بدأ مسيرته الفنية في سن مبكرة، حيث غادر الكتاب القرءاني رغم معارضة والديه، وإلتحق بشيوخ التراث الشعبي قصد تعلم أصول الغناء والتطريب، منهم الشيخ مولاي المفضل الطريرف والشيخ أحمد بالمكي وابن التهامي في فن قصائد الملحون .


أذاعت الإذاعة المغربية ابتداء من سنة 1958 عدة أغاني لهذا الفنان الشعبي منها قصائد وأغاني وطنية نالت شهرة واسعة بين السكان في المناطق الشمالية وكامل التراب الوطني عامة، حيث عرفت أغانيه بالطابع الغنائي المرح والخفيف المائل إلى السخرية وتبليغ الخطاب إلى المتلقي بطريقة أكثر تشويقا وانجذابا، لأنها تحمل بين طياتها معاني مبطنة زاخرة بانطباعات الحياة اليومية لسكان جبالة وعموم الشعب المغربي، وهذا هو سر استمرار أغانيه وقوتها كمرجعية لكل مهتم بثرات جبالة، وباحث في الثقافة الشعبية ببلادنا.

فاقت أغانيه 526 أغنية من إبداعاته المتنوعة، كما لحن لمطربين مغاربة عدة أغاني وقصائد أخذت شهرة واسعة بين أوساط المعجبين بفن السي محمد العروسي المرح.


يشار هنا إلى أن هذا الفنان حظي بنيل عدة جوائز تكريمية وتقديرية وأوسمة شرفية، كما أن عدة جمعيات ذات الطابع الثقافي والفني نظمت حفلات تكريم لهذا الفنان الشعبي، كان من بينها "جمعية تاونات الورتزاغ"، والحفل التكرمي الذي نظمته تاونات أواخر سنة 2004 نال خلالها عدة جوائز، تقديرا له على خدمة بلده، وقد شارك في هذا الحفل كل من فرقة تاكدة ومحمد رويشة وعبيدات الرما من وادي زم وفرقة أحيدوس وفرقة بنعلالات، والجوق العصري للموسيقى من تازة والفكاهيان حسن فلان والحاج مداح، من بين أشهر أغانيه هذه العيطات الجبلية :

بني زروال يالخصراء

عين يشريك وبوهلال

لا إله إلا الله

فيها خمس خماس

معروفين عند الناس

برح بها البراح

باش هي معروفة

سيدي عبد الله بنحقون

الله ينعال الزين

بالكرم عند الناس

ساكن سلا وسلاس

اللى عرفوه السراح




تحياتي ..





بالنسبة للتراث الاندلسي فهو امتداد للثقافة العربية المشرقية ،ممزوجة بثقافة الاسبان ،ليست لها علاقة بالجانب البربري
رد مع اقتباس
ilhamo18
مزعوط مميز
المشاركات: 306
تاريخ التسجيل: Jun 2020
ilhamo18 غير متواجد حالياً  
قديم 2021-08-30, 04:30 PM
  المشاركه #15
دراسه معمقه مهمه
رد مع اقتباس
ليل وسهر
مزعوط جديد
المشاركات: 15
تاريخ التسجيل: Nov 2022
ليل وسهر غير متواجد حالياً  
قديم 2022-11-09, 10:48 PM
  المشاركه #16
ابداااااع
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع: العيطة .. دراسة معمقة ..
الموضوع آخر مشاركة
دراسة علمية لعلماء جيولوجيا ( جميلة) 2017-04-25 10:57 PM
دراسة تظهر خطورة الاختلاء بالنساء 2012-05-31 07:37 PM
العيطة .. ولاد العزاوي .. 2012-01-09 03:42 PM
دراسة: تضاعف عدد الأمهات العازبات بالمغرب 2011-05-05 02:50 AM
دراسة: تعدد العلاقات يغير من شكل الدماغ 2011-01-03 06:52 AM


الساعة الآن 05:17 PM