أن علي بن أبي طالب-كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه-قام خطيبا فقال:يا أهل مكة والمدينة.أوصيكم الله والبربر.فهم الذين سيجلبون لكم اﻹسلام من المغرب لما تفسدونه هنا.وهم الذين يقول فيهم الله تعالى:«يأيها الذين آمنوا من يرتدً منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه.أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين. يجاهدون في سبيل الله.ولايخافون لومة لائم.ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم»-سورة المائدة،آية؛54–.
وأضاف البكري:كنا-نحن معشر العرب-إذا اندلعت المعركة نقاتل من أجل الدرهم والدينار.أما البربر فكانوا يقاتلون ﻹعلاء كلمة الله في اﻷرض.ويروى عن ابن مسعود-رضي الله عنه- أنه قال:أن الرسول-صلى الله عليه وآله وسلم-قال في حجة الوداع-السنة العاشرة للهجرة-:أوصيكم بتقوى الله وبالبربر.فهم من يجيئونكم بدين الله من أعماق المغرب.وسيستبدلكم الله بهم.ثم قرأ: «إن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم»-سورة محمد؛آية؛38-.
• <...وعن علي بن أبي طالب-رضي الله تعالى عنه-قال عسكر طنجة وطرابلس فارسهم وراجلهم في الحرب والبأس سواء،قلوبهم كأنها زير الحديد>.
• <ورويي أن فاطمة بنت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-أمرت جارية أن تتصدق بصدقة،فقالت لها:"إذا قُبلت منك الصدقة فاسألي الذي يأخذها منك من هو و في أي بلد مسكنه"؟قال:فخرجت الجارية بالصدقة فقالت:"من يقبل صدقة آل رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-فقام رجل فقال لها:"أنا موضع صدقة آل رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-"فقالت له:"من أين أنت؟وفي أي بلد مسكنك"؟قال لها:"أنا من ولد بر"فأعطته الصدقة ورجعت مسرعة إلى فاطمة –رضي الله عنها-فأخبرتها،فقالت:"أخذ صدقة آل رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-رجل من البربر" فقالت لها:"علي بالرجل" فلحقته الجارية وقد بلغ أقصى المسلك فقالت له:"آيها الرجل إن فاطمة بنت رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-تسأل عنك" قال:فرجع البربري خائفا وجلا وهو يقول:"قد بدا لها في الصدقة أمر"فلم وقف على الباب،كشفت القناع عن وجهها،وهي باكية،وهي تقول:"لكل نبي حواري،وحواري ذريتي البربر،إني سمعت رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-يقول:"يا فاطمة سيقتل الحسن والحسين،ويقتلونهم ويجلون أولادهم العرب،ويؤونهم البربر،فيا شر من فعل بهم ذلك،وطوبى لقوم يؤونهم ويحبونهم ويكرمونهم ويعزونهم،قد جعل الله في قلوب البربر الرأفة والرحمة لذرية رسول الله-صلى الله عليه وآله وسلم-ولعامة المسلمين،وهم يكونون القائمين بهذا الدين على يقين،ومنهاج واضح،قال ذلك الصادق المأمون-صلى الله عليه وآله وسلم-وأمر بتقدمهم بأمر الله