هذه قصة واقعية ومن ايامنا وليست من حكايا كان ياما كان لكن لها بنفسي عظيم الاثر وكلما ذكرتها اشعر بمرارة لا توصف وتعيدني لموقف مؤلم لا استطيع محوه من ذاكرتي
في احد المدارس الثانوية للبنات
قررت مديرة المدرسه ولحرصها على الطالبات من الوقوع في الاخطاء المجتمعية المنتشرة بين الطلاب والطالبات ان تقوم كل يوم او بأيام غير محددة بزيارة مفاجئة لاحد الفصول الدراسية وتفتيش حقائب الطالبات لمعرفة ان كان بين الطالبات من تسيء الى نفسها وتحمل معها ما يضرها ويدفعها للخطأ
وهذا اليوم كعادتها دخلت احد الصفوف وبرفقتها مربية الصف والمرشدة والمعلمة المتخصصة بالحصة في تلك الساعة
ثم طلبت من احدى الطالبات ان تبدأ التفتيش من أول المقاعد
وكان بين الطالبات تلميذة اصابها الرعب وهول الفاجئة التي لم تحسب حسابها ذلك اليوم
تجمد الدم في عروقها وتسمرت مشدوهة تنتظر دورها ولا تدري ماذا يدور حولها فاحتضنت حقيبتها بكل قوتها وهي تدعو ربها ان لا يصل دورها بالتفتيش
لكن ليس لها من مهرب فقد وصل دورها
المديرة ... افتحي الحقيبة لنفتشها
الطالبة.... لالالا لن افتحها
المعلمة...ولماذا انت تعرفي انه لا بد من التفتيش
الطالبة ...لا استطيع ولن اسمح لاحد ان يفتحها
اتحاول المديرة والمرشدة وكل الموجودين ان يقنعوها أن تعطي الحقيبة للطالبة لتفتيشها وهي مصرة ومصممة ان لا يمسها احد وكانت دموعها تحاول ان تطفيء النار المشتعلة بصدرها ولكنها لم تكن كافية ومع اصرار الطالبة زاد اصرار المديرة على تفتيش الحقيبة
فسحبتها المعلمة بكل قوتها والطالبة تتوسل وتتستنجد بالمديرة ان لا تفتح الحقيبة امام الجميع
لكن المديرة ارادت ان تلقن الطالبة وبقية الطالبات درسا في الاخلاق
وعندما فتحت الحقيبة ...
اذهلها وحيرها ما وجدته
فليس في الحقيبة سوى بقايا من سندويشات ودفتر واحد
وفي تلك اللحظة كانت الفتاة قد اصيبت بصدمة عجزت بها عن قول اي كلمة ولم تتمكن من الاجابة على اي سؤال
فطلبت منها المديرة ان تحضر للادارة لتحقق معها عن سبب سوء التصرف الذي بدر منها
وبعد ان افاقت الطالبة من صدمتها واستطاعت ان تستجمع ما امكنها من قواها
سألتها المديرة... هل تسمحي وتتفضلي بتفسير ما حصل
الطالبة... لقد رأيت يا سيدتي انني لا احمل سوى بقايا الاكل الذي يفيض عن حاجة الطالبات ويلقين به
اجمعه واخذه طعاما لاخوتي اللذين لا يجدونه ولا يمكننا ان نوفره لهم في البيت
اما عن الدفتر الوحيد الذي وجدته في الحقيبة فهذا هو فقط ما امكنني توفيره لأتعلم وأعلم أخوتي واما عن عدم طاعتي والسماح لكم في تفتيش الحقيبة فلم اكن اتمنى في يوم من الايام أن تعرف الطالبات بأحوالي فينظرن لي نظرة دونية بسبب فقري